جلالة الملك: هدف الاردن ان يكون نموذجا للاصلاح والتحديث في المنطقة

عمان
01 تموز/يوليو 2004

قال جلالة الملك عبدالله الثاني ان الاردن حدد اهدافه ليكون نموذجا للاصلاح والتحديث في المنطقة وقطع شوطا كبيرا على طريق بناء مجتمع مدني متطور.



واضاف جلالته خلال رعايته منتدى الاستثمار الاردني الذي عقد اليوم في مانشن هاوس في لندن ان عملية الاصلاح لدينا تهدف الى تحقيق التنمية السياسية من خلال تمكين المرأة وتاسيس مركز لحقوق الانسان وايجاد مناخ ملائم لحرية الاعلام عبر انشاء المجلس الاعلى للاعلام. واشار جلالته الى اننا اقمنا خلال السنوات الماضية شراكة بين القطاعين العام والخاص والتي تعتبر اهم محركات النمو في الاردن الذي بدأ ينعكس ايجابا على الحياة الاجتماعية.



وقال جلالته ان الاردن انتهج مبدا الاصلاحات الاقتصادية التي ادت الى مزيد من الانفتاح على التجمعات الاقتصادية الكبرى واهمها اوروبا وامريكا وكذلك التوسع في مجال جذب الاستثمارات والتي تشكل اهم اولوياتنا. مشيرا الى انه تم اطلاق النافذة الاستثمارية الواحدة خلال انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي على شاطئ البحر الميت ايار الماضي والتي تساهم في حل المشاكل التي تواجه المستثمرين. واضاف جلالته ان الاردن شهد الكثير من المشاريع الريادية للاستثمار في الجانب البشري والمتمثلة بمشروع تطوير التعليم وربط المدارس بالانترنت وتطوير التدريب المهني لرفع كفاءة الخريجين . وبين جلالته ان نتائج الاصلاحات الاقتصادية انعكست على الناتج المحلي الاجمالي الذي نما خلال الربع الاول من العام الحالي بنسبة 9ر6 بالمئة اضافة الى ارتفاع حجم الصادرات الى الولايات المتحدة لتصل الى 750 مليون دولار .


واكد جلالة الملك ان هناك فرصة امام الشركات البريطانية لاقامة استثمارات في الاردن للتمكن من خلالها الوصول الى السوق العراقي للمشاركة في مشاريع اعادة الاعمار وتاسيس روابط تجارية تعكس العلاقات المتطورة بين البلدين. وحضر المنتدى من الجانب الاردني وزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي ومستشار جلالة الملك عقل بلتاجي ووزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور باسم عوض الله والسفير الاردني في لندن تيمور الداغستاني والسفير البريطاني في عمان كريستوفر نورمان ورؤساء غرفة تجارة وصناعة الاردن وعدد من ممثلي القطاع الخاص الاردني . وقال نائب رئيس الوزراء وزير الصناعة والتجارة الدكتور محمد الحلايقة خلال عرض قدمه امام ممثلين لحوالى 120 شركة بريطانية ان الاصلاحات الاقتصادية التي انتهجها الاردن في السنوات الماضية اسهمت بزيادة الناتج المحلي الاجمالي الى 9685 مليون دولار عام2003 مقابل 8463 مليون دولار للعام 2000. وبين ان نسبة النمو بلغت في العام الماضي 2ر3 بالمئة بينما سجل الاقتصاد الاردني نموا بلغ 7 بالمئة خلال الربع الاول من العام الحالي. واشار الى تراجع نسبة النمو السكاني حوالى02ر0 بالمئة خلال العام 2003 وارتفاع مشاركة الاناث في القوى العاملة بنسبة 5ر1 بالمئة ونمو عدد السياح القادمين الى المملكة بنسبة 1ر6 بالمئة ليصل الى 6ر1 مليون سائح للعام الماضي مقابل 3ر1 مليون للعام 1999. وبين الدكتور الحلايقة ان حوالات الاردنيين العاملين في الخارج ارتفعت الى 2ر2 مليار دولار وتحسن وضع المديونية الخارجية اذ انخفض نسبة حجم الدين الخارجي من 9ر95 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي في العام 1999 الى 76 بالمئة للعام الماضي ووصلت نسبة التعليم الى اجمالي عدد السكان 89 بالمئة. وقال ان مؤسسات التصنيف الدولية تضع الاردن في المرتبة 51 للدول التي تتبنى سياسة تحرير الاقتصاد من بين 155 دولة من ضمنها اسبانيا وتايوان وكوريا الشمالية وماليزيا ومصر وتركيا .



بدورها عرضت رئيسة مؤسسة تشجيع الاستثمار ريم بدران الفرص الاستثمارية في الاردن والمتمثلة بالدخول الى الاسواق العالمية من خلال الاتفاقيات التي انظم لها الاردن مثل منظمة التجارة العالمية واتفاقية الشراكة الاردنية الاوروبية واتفاقيات تحريرالتجارة مع كل من امريكا ودول الافتا وسنغافورة واتفاقية التجارة الحرة العربية الكبرى واتفاقية اغادير لتكامل المنشأ وكذلك المناطق الصناعية المؤهلة للتصدير الى السوق الامريكي. وقالت ان الميزان التجاري بين البلدين لا زال متدنيا خاصة في مجال الصادرات الاردنية الى بريطانيا والتي لم تتجاوز 4ر1 مليون جنيه استرليني خلال الثلث الاول من العام الماضي و9ر1 مليون جنيه خلال ذات الفترة من العام الحالي بينما وصلت المستوردات الاردنية من بريطانيا لذات الفترة من العام الماضي والعام الحالي 37 مليون جنية و41 مليون جنيه على التوالي . وبينت ان الاستثمارت البريطانية التي استفادت من قانون تشجيع الاستثمار في الاردن وصلت الى 5ر78 مليون جنيه في العام الماضي حيث يتوقع ان تتضاعف خلال العام الحالي مع مشروع انشاء التطبيقات الالكترونية وقصص النجاح التي حققتها شركة الفا البريطانية العاملة في مجال خدمات الطيران وشركة الدخان البريطانية. واشارت الى ان المناخ الاردني يتميز بالامن والاستقرار ومشاركة فاعلة من القطاع الخاص واعطاء المستثمر الاجنبي القدرة على التملك بنسبة 100 بالمئة وحرية تحويل الارباح ورؤوس الاموال اضافة الى الموارد البشرية المؤهلة والمدربة. وتتوفر فرص كبيرة للمستثمرين الاجانب للمشاركة فيها واهمها تكنولوجيا المعلومات وقطاع الادوية والصناعات الغذائية ومنتجات البحر الميت والصناعات الاستخراجية والاقمشة والمنسوجات والسياحة والترفيه والنقل . كما توفر مشاريع التخاصية التي تشمل شركة مطاحن الجويدة وشركة صيانة الطائرات الاردنية وكلية الملكة نور التقنية للطيران المدني وقطاع الكهرباء وتوزيع المياه فرصة مناسبة للمستثمرين الاجانب او المشاركة في هذه المشاريع الحيوية. وقالت وزير اللساحة والبيئة الدكتورة علياء بوران ان المزايا الاقتصادية للسياحة في الاردن تتمثل في زيادة الصادرات وجذب العملات الصعبة وزيادة فرص التوظيف والايرادات الحكومية وتنشيط القطاعات الاخرى التي يتعلق عملها بالسياحة ودعم الاستثمار الخارجي اضافة الى دعم الصورة الاردنية في الخارج. واضافت ان السياحة تعتبر اهم الصناعات التصديرية الاردنية اذ وصل حجم السياحة في الاردن حوالى 600 مليون دينار في مجالات السياحة الدينية والبيئية والسياحة العلاجية والاجتماعات والمنتديات . واشارت الى ان الدخل من القطاع السياحي نما خلال السنوات العشرة الماضية الى 6ر577 مليون دينار في العام 2003 مقابل 4ر406 مليون دينار للعام 1994 . وبينت ان هناك تحديات امام نمو القطاع السياحي تتمثل في قصر مدة الاقامة للسائح وبالتالي تدني مصروفاته منوهه ان السبل للتغلب على هذه التحديات هو العمل على تنفيذ الرؤية لتطوير القطاع السياحي بتعميق الشراكة بين القطاعين العام والخاص والعمل على رفع عدد السياح القادمين الى المملكة الى 3ر1 مليار سائح في العام 2010 وايجاد حوالى 51 الف فرصة عمل والوصول الى 455 مليون دينار كرسوم وضرائب متاتية من الدخل السياحي.



وقال مفوض الاستثمار والتطوير الاقتصادي في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة عماد فاخوري ان موقع المدينة كمركز اقتصادي على البحر الاحمر يكسبها اهمية الى جانب المزايا التي توفرها قوانين الاستثمار في المدينة والبنية التحتية المتطورة ومجموعة من الحوافز التشجيعية. واضاف ان ما يميز العقبة عملية فتح اجوائها امام الطيران العالمي والمشاريع السياحية خاصة مشروع تالابيه وافتتاح مدينة العقبة الصناعية الدولية ومشروع تطوير ميناء العقبة وبناء الجامعة الامريكية. وعرض مدير عام مؤسسة تنمية الموارد الوطنية اكرم ابو حمدان المشاريع الحيوية التي تنفذ في منطقة الزرقاء والعبدلي والتي تشمل مشروع جاردن ستي الزرقاء والمشاريع الاسكانية والفرص التي توفرها هذه المشاريع امام المستثمرين البريطانيين . كما عرض المراحل التي تم انجازها في مجال البنية التحتية لهذين المشروعين الحيويين . وترتكز الاستراتيجية السياحية في الاردن على اربع اعمدة تتمثل في سوق سياحي قوي ومنتج سياحي منافس وموارد بشرية متطورة ونظام مؤسسي للتطوير يتبنى زيادة عدد السياح ودعم المزايا التنافسية في القطاع السياحي وتطوير المنتجات السياحية.



وعرض رئيس جمعية تكنولوجيا المعلومات في الاردن مروان جمعه اهم التطورات التي شهدها قطاع تكنولوجيا المعلومات خلال السنوات الماضية والتي تشمل تطوير البنية التحتية والتشريعية وتطور صناعة تكنولوجيا المعلومات الموجهة للتصدير. وقال ان الاردن يتميز بالموارد البشرية المؤهلة والمدربة في مجال تكنولوجيا المعلومات والقادرة على مواكبة تطورات القطاع خاصة في مجال تطوير مناهج التعليم . كما عرض مدير عام شركة الحكمة للادوية مازن دروزه اهم الفرص المتوفرة في مجال صناعة الادوية والمتمثلة في تسجيل الدواء الاردني في اكثر من 60 سوق في العالم مما يضمن لمنتج الدواء في الاردن سوقا تصديرية واسعة. وعرضت مديرة الاتصال في الوحدة التنفيذية للتخاصية سيرين حكمت برامج التخاصية التي تنوى الحكومة تنفيذها في المرحلة المقبلة والتي تتيح المجال امام المستثمر الاجنبي المشاركة فيها . وتتمثل مشاريع الخصخصة في انتاج وتوزيع وتوليد الكهرباء اضافة الى مشاريع نقل وتوزيع المياه في الاردن. وقال عمدة الحي المالي في لندن اللورد روبرت فينش ان هناك شركات وبنوك بريطانية تتطلع للاستثمار في الاردن حيث نسعى الى استثمار طويل الامد. واكد ان هناك شراكة بريطانية مع الاردن تمتد لسنوات طويلة حققنا من خلالها نجاحات كبيرة نامل ان تتواصل في المستقبل. كما اكد مدير شركة الام للحلول المالية ديفيد بروسي ان اهم ما يميزالمنتدى مشاركة جلالة الملك به حيث وفر فرصة للتعرف على المزايا التي يوفرها للمستثمر الاجنبي. واشار الى ان الجهود التي يبذلها الاردن لتطوير السوق المالي مميزة وهذا يؤهل الاردن لقيادة السوق المالي في منطقة الشرق الاوسط. واكد ان علاقات الاردن الاقتصادية مع العراق وتوفر المناطق الحرة فيه اضافة الى اجواء الاستقرار التي ينعم بها خلق الاهتمام الكبير عند المستثمر البريطاني للاستثمار في هذه السوق.