جلالة الملك عبدالله يرعى الاحتفال بذكرى المولد النبوي

عمان
25 أيار/مايو 2002

رعى جلالة الملك عبدالله الثاني مساء اليوم الاحتفال الكبير الذي أقامته وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية / اللجنة الوطنية للاحتفالات الإسلامية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف في قاعة المؤتمرات الكبرى في المركز الثقافي الإسلامي التابع لمسجد الشهيد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين طيب الله ثراه. وقام جلالة الملك بتسليم الأوسمة الملكية الرفيعة لعدد من المحسنين من أهل الخير الذين تبرعوا بمبالغ تزيد قيمتها عن مائة ألف دينار لبناء مساجد في أنحاء المملكة من الأردن ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

وشاهد جلالته فيلما وثائقيا بعنوان الهدى والنور أعدته مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردني بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية تناول سيرة الرسول الأعظم.

وحضر الحفل الذي بدء بالسلام الملكي وآي من الذكر الحكيم سمو الأمير فيصل بن الحسين وسمو الأمير هاشم بن الحسين ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ومستشار جلالة الملك للشؤون الإسلامية قاضي القضاة وعدد من السادة الوزراء والأعيان وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي المعتمدين لدى البلاط الملكي الهاشمي في عمان وعلماء الدين الإسلامي والأئمة والمدعوين.

والقى سماحة وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية أمام الحضرة الهاشمية الدكتور احمد هليل كلمة حيا فيها جلالة الملك عبدالله الثاني باسمه وباسم الوعاظ والائمة والعلماء والخطباء واللجنة الوطنية للاحتفال بالمناسبات الوطنية. واضاف، سبط الرسول ابا الحسين ان ذكرى ميلاد جدكم الاعظم محمد صلى الله وسلم هي فاتحة لابواب الخير وآفاق البر, ومن هنا فقد حرصت وزارة الاوقاف ان تجعل هذا الاحتفال للوطن والمواطنين. وقال انه مع ذكرى ميلاد جدكم الاعظم محمد صلى الله عليه وسلم نستلهم عبرة الماضي ودروس الحاضر ورؤى المستقبل في منهج رباني شامل ودستور الهي متكامل يحرر العقول والافهام من الخرافة والاوهام ليأخذ بيد البشرية جمعاء من الكفر إلى الايمان ومن الضلال إلى الهدى ومن الجهل إلى العلم ومن الظلام إلى النور ومن الوهم إلى الحقيقة، ويدعو إلى التوازن بين الدين والدنيا والحياة والآخرة.

وقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن آثما لايرجم بالغيب ولا يتهم بالظن ولا يحكم بالشبه. واضاف انه يبعث في النفوس عزة الايمان ويقرر مبدأ كرامة الانسان مؤكدا انه تكريم الإسلام للانسان بغض النظر عن اللون او الجنس او الدين او الوطن. وبين ان منهج الإسلام يدعو إلى التعاون على الخير والبر ويحذر من التعاون على الاثم والعدوان والشر ويحض على العدل والاحسان وينهى عن الظلم والعدوان وفوق هذا وذاك فهو يحترم الرسل والانبياء ولا يفرق بين احد منهم ويدعو إلى الايمان بالكتب السماوية من مصدرها الالهي الحق ويؤمن بمبدأ الحوار والتعاون بين الحضارات والتقارب بين الشعوب لما فيه خير الانسان والانسانية ويدعو إلى الانفتاح الواعي على معطيات العولمة ويطلب من المسلم ان يكون ايجابيا في الحياة بكل وعي وبصيرة ينهل من نتاج العلوم وتقنيات العصر ما هو نافع له ولامته ويسهم في الحضارة الانسانية والعلوم والكونية بما لديه من فكر واع وخطاب مستنير.

والقى السيد ميرزا حسين الصايغ رئيس هيئة ال مكتوم الخيرية في دولة الامارات العربية المتحدة كلمة اكد فيها ان هذه الذكرى من اهم الاحداث التاريخية المضيئة في تاريخ البشرية والتي تنير طريق السالكين نحو الحق واليقين فهو ميلاد اعظم شخصية عرفها التاريخ ميلاد النور والحق نبراسا للبشرية وموحدا للوحدانية والشريعة العادلة. واعرب ان امله في ان يتكلل دور جلالة الملك عبدالله الثاني بالنجاح من اجل التضامن لعزة العرب ونهضتهم ووحدتهم ونبذ النعرات العصبية وهو الامر الذي رعاه الهاشميون الافذاذ بقلوبهم وعقولهم ووجدانهم وبذلوا في سبيله دمائهم وحافظوا عليها كمرتكزات حضارية.