ملتقى البتراء يوصي بتعزيز السلام ويعترف بدور مؤسسات المجتمع في منع الصراعات

عمان
19 أيار/مايو 2005

اكد المشاركون في ملتقى الحائزين على جائزة نوبل الذي اختتم اعماله في البتراء اليوم على جدية المشاكل التي يواجهها العالم وعدم تمكن أي امة من حلها بمفردها كونها مترابطة.



وقال رئيس مؤسسة ايل ويزلي الانسانية "ايل ويزلي" بحضور جلالة الملك عبدالله الثاني الى جانب الرئيس الامريكي السابق بيل كلنتون والشخصيات العالمية المشاركة في الملتقى انه امام المجتمع الدولي تحد لايجاد طرق للتعامل مع التحديات العالمية وتطوير فهم عميق للربط بينها وتحديد مسؤليات العلماء وواجباتهم تجاه اجيال المستقبل.



وقرر الحائزون على جائزة نوبل عقد اجتماعهم بشكل منتظم في البتراء وخرج المشاركون بتوصيات ارتبطت بمحاور البحث حيث اكدوا في محور السلام والامن على دعم وتعزيز السلام عبر ربط الصراع بالتطور الاقتصادي والتعليم والجهود الخاصة لترويج الاداب كما اكدوا على ربط مشاركة القطاع الخاص من خلال الاستثمارات والوسائل الاخرى بالسلام والاعتراف بالدورالاساسي للمحتمع المدني لتهيئة الظروف لمنع الصراعات وبناء السلام العالمي.



ودعا المشاركون الى دعم المؤسسات الديمقراطية وتبني التنمية الاقتصادية لمحاربة عدم المساواة والظلم التي تمثل الجذور المغذية للارهاب وتشجيع كل فرد ليكون داعية سلام من خلال تعزيز شعوره بالمسؤلية المبنية على القيم العالمية.



وفيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية اوصى المشاركون بتعزيز الحاكمية من خلال سياسات واضحة واسس محاسبه ومعرفة مواطن المسؤولية والتأكيد على ان المساعدات الرسمية للتنمية يجب ان تحدد عبر التشاور بين الشرائح المستهدفة وربطها بمعايير التنمية.



كما دعا المشاركون الى دعم دخول رأس المال من خلال مبادرات التمويل الصغيرة وصناديق خاصة وتوسيع الاسواق المالية اضافة الى تمكين المرأة ليكون لها مشاركة كاملة في فعاليات التنمية الاقتصادية، وربط المناهج والتدريب بمتطلبات التنمية الاقتصادية وبناء القدرات والمشاركة الاجتماعية اضافة الى تشجيع الدول المتطورة على تقديم قروض ميسرة للدول التي تتبنى الاصلاحات وفتح اسواقها امام منتجات الدول النامية.



وفي مجال الصحة والبيئة والعلوم اوصى المشاركون باعتبار حق متابعة المعرفة وتحسين العلوم اساسي لكافة المواطنين وتحديد الاخطار الناجمة عن زيادة الاعتماد على الهيدروكربونات ومصادرها المحدودة والاعلان عن الاختلافات بمصادر الطاقة والتعرف على تكنولوجيا ومصادرها المتجددة للمساعدة في التخفيف من نمو ازمة الحرارة في العالم.



ودعوا في هذا الصدد الى زيادة الدعم للابحاث العلمية في حقول الطاقة وتطوير البحث وزيادة قدرات التنمية في العالم النامي للسيطرة على المشاكل التي تؤثر على المجتمعات المحلية وخاصة الامراض السارية ودعم الاتفاقيات الثنائية والاقليمية للتبادل والتعاون العلمي في الشرق الاوسط.



وفي مجال التعليم والاعلام والثقافة اوصى المشاركون الى ربط الغرف الصفية في العالم بشبكة الانترنت وضمان حرية الاعلام وتطوير ادوات المسؤولية الصحفية وتطوير السياسات الحكومية التي تؤطر حرية الاعلام وضمان تنويع ملكيات وسائل الاعلام ومنع احتكارها وتعزيز التباين بين الثقافات ومنع تقويض القيم العالمية.



واوصى المشاركون على ابقاء الاتصالات الاعتيادية والاجتماع بالبتراء بشكل مستمر وتاسيس مجموعة الحائزين على جائزة نوبل للمساعدة في الاتصالات والتعاون وتوحيد المساعي.



وقال الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون ان التكامل والتواصل العالمي ساهم في احداث مشاكل اثرت على البشرية لاستخدامها بشكل سلبي خاصة تكنولوجيا المعلومات التي وفرت وسيلة لتنفيذ هجمات 11 ايلول واستخدام المعلومات في صناعة الاسلحة الكيماوية.



واشار الى ان ذات العناصر ساهمت في انجاح حملة التضامن من اجل ضحايا تسونامي الذي ضرب جنوب اسيا.



وقال ان اهم عنصرين ظهرا في العصر الحديث هما الانترنت وظهور المنظمات غير الحكومية التي اسهمت في حماية الطبقة المتوسطة وكذلك الحفاظ على التنوع الاثني والديني لدرجة ان مدرسة في منهاتن فيها معظم الاثنيات والمعتقدات واللغات العالمية.



وركز الرئيس الامريكي السابق كلنتون على ضرورة التعاون بين المؤسسات الدولية لصد المخاطر التي تتمثل في الارهاب العالمي والمشاكل الاخرى خاصة ظاهرة الاحتباس الحراري التي تهدد العالم اجمع.



واكد ان علينا جميعا العمل على مستوى عالمي واقليمي ومحلي تجاه مجتمعاتنا حيث ان اهم ما يميز الحياة الاجتماعية هو تشارك الناس في مسؤولياتهم وعلينا ان نفكر جميعا بايجاد طرق لخلق وظائف وان نستخدم مواردنا بشكل فاعل في ضمان مستقبل افضل ومحاولة انهاء حالات الصراع في العالم وتحقيق العدالة والمساواة.



واعرب رئيس ومؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي البروفيسور كلاوس شواب عن تقديره للدعوة التي جعلته جزءا من هذا الحدث الهام "اجتماع الحائزين على جائزة نوبل" وعبر عن شكره لجلالة الملك على حفاوة الاستقبال في الاردن البلد الذي وصفه بالصغير في موارده الكبير والمميز بقيادته وامكانياته البشرية.



واستعرض في كلمته في الجلسة الختامية اربعة محاور تسهم في مواجهة التحديات في عالمنا. الاول المزج بين الهوية الوطنية والاقليمية والدولية وان نتعلم تبني القضايا على هذه المستويات وايجاد تاريخ عالمي مشترك.. وفي المحور الثاني اشار الى ان ما يحتاجه العالم هو تعاون مثمر من جميع الاطراف لصياغة المستقبل المنشود للعالم خاصة وان المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني غير قادرة على القيام بذلك دون جهود موحدة اقليميا وعالميا.



واشار كمحور اساسي للمساهمة في مواجهة التحديات الى ضرورة تعاون المؤسسات الدولية والتواصل فيما بينها مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والمؤسسات المالية الاخرى لتوحيد جهودها في مختلف مناطق العالم.



ال يجب علينا اعطاء الشباب الحكمة الى جانب المسؤوليات والفرص لما نعطيهم التعليم ليكونوا جزءا من القرار العالمي .
واكد ان علينا ان نعيد تاسيس كرامة الشعوب وتمكين المنطقة من مواجهة تحدياتها بايجاد 80 مليون وظيفة جديدة في المنطقة العربية والتي تمثل اكبر تحدياتها في العام 2020.



واشار الى القيادة وتعريفها بانها تعني العقل والروح والقلب والشجاعة وهذه الصفات وخاصة العقل تتمثل في الحائزين على جائزة نوبل فيما يحضر الاجتماع اشخاص يمثلون هذه الصفات.