مقابلة جلالة الملك مع شبكة سي أن أن

عمان
19 آذار/مارس 2002

نبه جلالة الملك عبدالله الثاني الى ان اي عمل عسكري ضد العراق سيكون خطأ وستترتب عليه تبعات لايمكن التكهن بنتائجها مؤكدا ان الحوار هو السبيل الوحيد لحل المسالة لعراقية .

واضاف في مقابلة تلفزيونية مع محطة / السي أن أن/ اجراها الصحفي الشهير لاري كنج ان ازالة اسلحة الدمار الشامل يجب ان تطبق عبر المنطقة كلها مرورا باسرائيل ووصولا للهند .

وعبر جلالته عن تفاؤله بقمة بيروت نظرا لتوفر اجماع كبير بين الدول العربية مشيرا الى ان المبادرة السعودية التي من المنتظر ان تعرض على القمة تعد خطوة شجاعة وتقول نحن العرب نرغب بالسلام .

وقال يجب ان يتمكن الرئيس عرفات من مغادرة الاراضي الفلسطينية للوصول الى القمة في بيروت ويجب ان يتمكن ايضا من العودة .

واشار لقد ورثنا عن جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه بان لا نفكر بشعبنا وحده بل نتجاوز حدودنا ونضفي الاعتدال والعقلانية الى المنطقة .

واكد جلالته في مقابلة اجرتها معه شبكة / السي أن أن /ان الاقتصاد الاردني يتحرك نحو الافضل وبخطى ثابتة ولدينا اصلاحات فعالة ومستوى المعيشة في الاردن افضل من الكثيرين .

وقال جلالة الملك عبدالله ان اي عمل عسكري ضد العراق سيكون خطأ لعدم القدرة على التكهن بالنتائج التي ستترتب جراء ذلك ولا اضن ان بمقدور الشرق الاوسط تحمل اي ضغط اضافي نظرا لاستمرار الازمة القائمة في الاراضي الفلسطينية .

وشدد على ان السبيل الوحيد لحل المسالة العراقية بالغة التعقيد يكمن بالحوار داعيا كافة الاطراف الى التوصل الى اتفاق عقلاني بعيدا عن اي عمل عسكري .

وقال جلالته ان الحديث عن ازالة اسلحة الدمار الشامل يجب ان يطبق عبر المنطقة كلها مرورا باسرائيل ووصولا للهند لان وجود هذه الاسلحة يخلق تهديدا للعالم كله .

واضاف ان لقاءه نائب الرئيس الاميركي الذي يزور منطقة الشرق الاوسط لسماع ما يقوله الناس كان جيدا للغاية وناجحا جدا ، واطلع الى الاجتماع بالرئيس جورج بوش في المكسيك خلال اليومين المقبلين ، وبالطبع هناك مخاوف تتعلق بالعراق خاصة ونحن نقترب من اجتماع لمجلس الامن في نهاية ايار والمتعلق بالمفتشين.

وردا على سؤال حول التعبير الذي اطلقة الرئيس الاميركي /محور الشر/ قال جلالته علي توخي الحذر في هذا الامر لان السؤال وجه الي اثر زيارتي للرئيس بعد كلمته تلك ولسبب ما قيل بأني وافقت على الخطة .. وقال لي الرئيس عندما سألته حول ما يعنية بمحور الشر /انه كان يرسل تحذيرا الى تلك الدول الثلاث اي انه من وجهة نظره ، وان هناك علامة استفهام حول اسلوب تلك الدول في التعامل مع المجتمع الدولي وان عليهم اتخاذ قرار في المواقف التي سيتخذونها والا ستكون امامهم مشكلة مواجهة امريكا / هكذا تم شرح المشكلة او الوضع لي من قبل الرئيس .

واضاف اعتقد ان استخدام عبارة محور الشر تعبيرا حادا للغاية لكن الرئيس الاميركي ابلغ المجتمع الدولي بعد الحادي عشر من ايلول/ اما ان تنضموا الينا .. او لا ../ ومن وجهة نظره هو يشعر بأن تلك الدول لا تتحرك بالاتجاه الصحيح واراد تحذيرهم .

وقال جلالته اننا في الاردن نضطلع بدور فريد لاننا نتمتع بعلاقات طيبة مع الجميع خاصة ما يتعلق بما يجري في الشرق الاوسط بين الفلسطينيين والاسرائيليين والدول العربية المعنية .

واضاف اننا في وضع يمكننا من خلاله التدخل واسداء النصح وبالتالي تشجيع الاطراف وتوجيههم نحو الطريق الصحيح .

واعرب عن امله في ان يتمكن الفلسطينين والاسرائيليين من الجلوس على مائدة المفاوضات مجددا وهذا ما نسعى الى تحقيقه.

وقال انني تحدثت مع الرئيس بوش في عدة مناسبات والتقيته قبل ستة اسابيع في واشنطن وربما سالتقيه في المكسيك خلال اليومين المقبلين مؤكدا ان عملية السلام ستتبوأ صدارة اجندة المباحثات.

واعرب عن اعتقاده ان العنصر السياسي في القضية قد انهار لدرجة ان الاطراف باتت سجينة دوامات ما عاد بمقدورها الخروج منها ، وان المبادرة السعودية تذكر القادة انه في نهاية المطاف ان شعوب المنطقة هي التي تدفع الثمن موضحا ان المبادرة السعودية التي من المنتظر من ان تطرح على قمة بيروت تقول ببساطة نحن العرب نرغب بالسلام العادل والشامل .

واكد ان المبادرة هي رسالة واضحة للشارع العربي والاهم رسالة للشارع الاسرائيلي مفادها ان هناك مستقبلا يجمع الفلسطينيين والاسرائيليين .

وقال جلالته ان الوقت ما زال مبكرا للحديث حول تفاصيل المبادرة السعودية لكنه وفي حال نجاحها سيتحتم على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي توفير مظلة للتوصل الى اخر مراحل التفاوض والذي امل ان نصله .

وقال اننا في الاردن على اتصال دائم مع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي خاصة في الاوقات العصيبة لانه عندما يتعرض الرئيس عرفات للمصاعب نضطر احيانا للاتصال بالاسرائيليين ويحدث العكس احيانا ، واتصالاتنا تكون عندما يواجه الرئيس عرفات اي صعاب في ايصال وجهة نظره الى الاسرائيليين او الغرب .

وقال اننا اذا فقدنا الثقة في الوصول الى السلام فان ذلك يعني استسلامنا لما يحدث وهذا امر لا يمكننا احتماله في منطقتنا من العالم فاذا ما القي بالمرء ارضا عليه النهوض مجددا والاستمرار في مواجهة هذه المشكلة حتى نتوصل الى حلها وقد اقتربنا كثيرا من حلها .

وردا على ان الرئيس عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق باراك كانا قد توصلا الى حوالي 80 بالمائة من حل المشكلة قال جلالته اعتقد ان عامل الوقت تدخل اذ انه بعد اسبوع من اخر اجتماع كانت ادارة كلينتون ستنسحب من موقعها وخسر باراك الانتخابات لصالح شارون واعتقد انه لو كان لدينا المزيد من الوقت لانجزنا الامر .

وردا على سؤال حول اسلوب معالجة الادارة الاميركية للقضية الفلسطينية قال جلالته ان الرئيس بوش اوضح لي بان تحركه سيكون في الوقت المناسب ويجب ان يحقق النجاح لان الفشل يعني العودة الى نقطة الصفر .

واضاف انني احمل كل الاعجاب لكولن باول الذي قام بمهمة رائعة لاحداث اختراق في محاولة لايجاد حل للمشكلة .

وقال جلالته عندما نجتمع في بيروت الاسبوع المقبل نامل ان نكسب الجولة، ويجب ان يتمكن الرئيس عرفات من مغادرة الاراضي الفلسطينية للوصول الى القمة في بيروت وبذات الاهمية يجب ان يتمكن من العودة لذا امل ان ابحث هذه الامور مع الرئيس بوش.

واضاف جلالته انني متفائل جدا الان نظرا لتوفر اجماع هائل بين الدول العربية فقد كنت في سوريا ودول الخليج ، وبالطبع اتصالاتنا مع السعودية دائمة ومع العراقيين وعندما تحدثت مع نائب الرئيس قال بانهم لن يقفوا ضد المبادرة وبأن موقفهم سيكون حياديا .