جلالة الملك يناشد الفلسطينيين ايقاف الاقتتال الداخلي الذي يجري بغزة ويحذر من مخاطره على وحدة الفلسطينيين

17 آيار 2007
عمان ، الأردن

ناشد جلالة الملك عبدﷲ الثاني الفصائل الفلسطينية وقف الاقتتال الداخلي الذي يجري في قطاع غزة، محذرا جلالته من تداعياته ومخاطره على وحدة وتماسك الشعب الفلسطيني ونتائجه السلبية على الجهود الهادفة الى دفع عملية السلام وايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.

وقال جلالته في كلمة له امام لقاء ضم ناشطي السلام الاردنيين والفلسطينيين والاسرائيليين في العقبة اليوم نظمه مركز المستقبل العربي لدراسات الديمقراطية والسلام.."يجب ان يتوقف العنف من اجل مصلحة فلسطين والفلسطينيين.

واكد جلالة الملك أهمية مواجهة التحديات التي تحول دون المضي قدما في عملية السلام بكل شجاعة وتصميم، والبناء على زخمها لتحقيق نتائج حقيقية على ارض الواقع، والا ستشهد المنطقة المزيد من العنف والدمار.

كما اكد جلالته على اهمية دور هؤلاء الناشطين في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

واعتبر جلالته ان العام الحالي مِفْصَل مهم لاتخاذ قرار باتجاه السلام حيث ان الدول العربية تقف متحدةً وراء مبادرة السلام العربية وهناك إرادة دولية جديدة لحلّ القضية الفلسطينية وتَحْظى باهتمام القيادات في الجانبين.

ولفت جلالته الانتباه الى ان الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي يريدان تسوية يتم التوصّل إليها بالتفاوض كما انهم يريدان رؤية نهاية للأزمات والدمار وأن ينعما بالفرص التي يتيحها السلام داعيا جلالته محبي السلام وناشطيه الى دعم هذا التوجه واسماع صوت مؤيدي السلام ونشر رسالتهم في جميع ارجاء العالم.

وحث جلالته جماهير السلام على تمكين جيل الشباب من استعادة مُسْتقبلهم من عوامل الفُرْقة والعنف التي شهدها الماضي. مطالبا جلالته بخلق رؤية جديدة ذات مصداقية لمنطقتنا خاصة ان أعداداً كبيرة من الناس تعرف ما معنى الشعور بالغضب والأسى والحزن.

وقدم رئيس مركز المستقبل العربي لدراسات الديمقراطية والسلام الدكتور عبد السلام المجالي إيجازا لجلالة الملك عبدﷲ الثاني تناول فيه ابرز الرؤى والأفكار والمقترحات التي ناقشها نحو مائتي مشارك على مدى يومين بهدف وضع خطط واليات عمل مناسبة لخدمة قضايا السلام في المنطقة والترويج لمبادرة السلام العربية وتفعيل دور المجتمعات المدنية لتحقيق هذا الهدف.

واكد ان المبادرة العربية تأتي انسجاما مع الجهود التي يقوم بها جلالة الملك عبد ﷲ الثاني على جميع الصعد لإحلال السلام في المنطقة وإعادة الحياة للعملية السلمية المتوقفة منذ عدة سنوات من خلال الدخول في مفاوضات جادة استنادا الى هذه المبادرة.

من جانبه قال مازن سنقرط، احد المشاركين في المؤتمر الذي استمر يومين ان الالتزام الأردني بتحقيق السلام وتحسين حياة الفلسطينيين والأهمية التي يعقدها الاردن على تحقيقه يعبر عن نفسه من خلال جهود جلالته الكبيرة لتحريك عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وأضاف ان على الفلسطينيين اتخاذ خطوات بهذا الاتجاه إلا ان على إسرائيل اتخاذ خطوات اكبر، معربا عن اعتقاده بان مبادرة السلام العربية هي الأمل الوحيد والأخير لتحقيق السلام لشموليتها، مطالبا الإسرائيليين بقبول المبادرة لان ما هو معروض اليوم فرصة لإعادة تاريخ التعايش المشترك في الأندلس.

أما عضو الكنيست الحاخام ميخائيل ميليكيور فقال..ان كل واحد من الموجودين يعرف أين نريد ان نذهب وكم نبعد عن ذلك الهدف، مضيفا ان اجتماع العقبة جاء لتقليص الفجوة بين هذين المكانين والإعلان عن التزامنا بتحقيق هذا الهدف. وأضاف ان.."المشكلة الوحيدة التي تواجهنا هي القيادة الشجاعة الحقيقية، ولهذا ننظر اليوم الى جلالة الملك لقيادتنا وتوجيهنا وإلهامنا للسير في هذا الطريق".

وكان جلالة الملك عبد ﷲ الثاني أجرى خلال الفترة القليلة الماضية عدة لقاءات مع جماعات وناشطي سلام أردنيين وفلسطينيين وإسرائيليين لتشجيعهم على ممارسة دور مؤثر وفاعل في دعم صوت الاعتدال والتعايش المشترك وترسيخ السلام في المنطقة من خلال وضع خطة عمل للترويج لمبادرة السلام العربية واستقطاب المزيد من المؤيدين والداعمين لها. واصدر المجتمعون بيانا في ختام اجتماعهم أكدوا فيه ..الحاجة الى ترويج مبادرة السلام العربية وأهمية تبنيها كإطار أساسي للمفاوضات معتبرين ان المبادرة توفر فرصة تاريخية لتحقيق سلام شامل وبشكل جماعي بين الدول العربية وإسرائيل.

واكد البيان ان تحقيق السلام الشامل بين الاطراف الرئيسيين في النزاع يوفر بيئة تسهم في تحقيق الامن والازدهار والتعاون والتطبيع الحقيقي.

وبحسب البيان عززت المناقشات امكانيات التعاون لترويج المبادرة العربية حيث تبلورت خطة عمل لتحقيق هذا الهدف تستند الى آلية دعم على شكل لجنة توجيهية غير حكومية.

وتتضمن خطة العمل الوصول الى اكبر عدد ممكن من المنتديات في المنطقة وخارجها لنشر المبادرة بعدة لغات والدعوة لعقد اجتماعات دورية لمناقشة مضامين المبادرة بهدف التوصل الى اجماع حولها وتوسيع دائرة المشاركين في الاجتماعات العامة للترويج للمبادرة من مختلف الشرائح الدينية والسياسية والعرقية في الدول ذات العلاقة والتأكيد على دور مؤسسات المجتمع الاسرائيلي وداعميها في قبول المبادرة والترويج لها إضافة الى حشد الجماعات العربية واليهودية في العالم للتأكيد على أن المبادرة توفر السلام الدائم والعادل.