جلالة الملك يفتتح ملتقى الحائزين على جائزة نوبل في البتراء

عمان
18 أيار/مايو 2005

قال جلالة الملك عبد الله الثاني إن الإنسانية تقف عند مفترق طرق أساسي بالغ الأهمية مبينا ان عالم اليوم يمكن أن يكون عالماً منفتحاً واسع الآفاق مليئاً بالفرص الجديدة او يمكن أن يكون عالماً مغلقاً مبتلى بالأزمات المُسْتَوْطِنة والفرص الضائعة.

واكد جلالة الملك في كلمة خلال اجتماع الحائزين على جائزة نوبل وقيادات عالمية ان علينا ان نزود الشباب بالادوات التي يحتاجونها لتحقيق النجاح ونوفر لهم الاجواء ليطلقوا ما يتمتعون به من قدرات.

واضاف جلالته خلال الاجتماع المنعقد في البتراء الذي ينظم بمبادرة من جلالة الملك وبالتعاون بين صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية ومؤسسة ايلي ويزيل الانسانية إن الشبّاب هم مواطنو ومعلمو الغد وهم الفائزون بجائزة نوبل في الغد ويريدون ان يشاركوا في قطف ثمار المعرفة الحديثة والمساعدة في إيجاد مستقبل إيجابي يعيشون فيه بحرية واحترام.

واشار جلالة الملك الى ان الشباب الذي يشكل نسبة كبيرة من شعوب الشرق الاوسط يرى ان هناك فجوات عميقة بين دولهم والعالم المتقدم تعيقهم من توظيف مواهبهم في احداث تغيير ايجابي في مجتمعاتهم. وقال جلالته ان منطقتنا شهدت موجة من الإصلاح لتحقيق الديمقراطية والتنمية وتلبية توقعات شعبنا في الحرية وتوافر الفرص.

واشار جلالته الى ان اصدقاء السلام في الشرق الأوسط يعملون بنشاط لتحقيق السلام الذي يضمن العدالة للفلسطينيين والأمن للإسرائيليين في دولتين تعيشان جنباً إلى جنب وفقاً للشرعية الدولية.

وقال جلالة الملك ان رسالة عمان التي اطلقناها لاعادة التاكيد على القيم الأساسية النبيلة للإسلام : السلام والتسامح ووحدة الجنس البشري ودعوته للتواصل مع الآخرين والمشاركة في تقدّم العالم الحديث لاقت الترحاب من المسلمين في كافة انحاء العالم.

وقال ايلي ويزلي الذي انشأ مؤسسة باسمه تعني بالشؤون الانسانية بعد فوزه بجائزة نوبل للسلام في العام 1986 ان العالم يتطلع الى ان يساهم العلماء في كافة مجالات العلم والمعرفة في التخفيف من معاناة الشعوب ويقدموا حلولا للمشاكل والتحديات التي تعترض سبيلهم في تحقيق التقدم والازدهار.

وقدم ويزلي الشكر لجلالة الملك عبدالله الثاني على المبادرة التي اطلقها جلالته والنابعة من تقديره لدور الفائزين بالجائزة تجاه المجتمع الانساني لتمكينهم من تبادل الاراء والافكار حول التحديات التي تواجه المجتمع الانساني.

واكد ان العالم يفخر بقيادة جلالته الذي جلب الفخر لشعبه وسار على نهج والده المغفور له الملك الحسين.

وشكر ويزلي الحائزين على جائزة نوبل لمشاركتهم في مؤتمر البتراء الذي جاء بمبادرة هي نتاج جهود التعاون بين صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية ومؤسسة ويزلي الانسانية.

وقال ان العالم يعاني من مشاكل تتمثل في الفقر وما يسيئنا ان نتطلع الى الفقراء دون ان نقدم لهم حلولا ناجعة.

واشار الى ان العنف الذي تشهده مناطق عديدة من العالم والعمليات الانتحارية التي تحدث تعمل على تقويض الجهود للوصول الى مجتمعات آمنة توفر للاجيال وسائل الابداع والعمل المنتج.

وسلم جلالة الملك ايلي ويزيل وسام الحسين للعطاء المميز.

ويشارك في المؤتمر الى جانب الحائزين على جائزة نوبل الرئيس الامريكي السابق بل كلنتون والرئيس التنزاني بنجامين وليام مكابا والوزير الاول السنغافوري جو تشوك تونغ الى جانب شخصيات عالمية اخرى. وحضر افتتاح المؤتمر الى جانب الشخصيات العالمية رئيس الوزراء الدكتور عدنان بدران ورئيس الديوان الملكي الهاشمي فيصل الفايز ووزير البلاط الملكي الهاشمي الدكتور مروان المعشر ومستشار جلالة الملك عقل بلتاجي.

ويعتبر اجتماع 30 من الحائزين على جوائز نوبل الى جانب عدد من القيادات السياسية والدينية والثقافية العالمية في مرحلة حرجة لتدارس الحلول الممكنة والخروج بتوصيات لضمان حل للمشاكل التي تعانيها البشرية ولنشر قيم التسامح والسلام والعدل والتعايش والحرية.

ويطلق الاجتماع شعار "العالم في خطر" ليلفت انتباه القادة السياسيين وقادة المجتمع الدولي للمخاطر التي تنتظر البشرية وليجمع افضل العقول المفكرة للبحث في الاتجاه الذي يسير اليه العالم.

ويعمل المشاركون في الاجتماع ضمن اربع لجان تبحث في قضايا السلام والامن والارهاب والنمو الاقتصادي والفقر والصحة والعلم والبيئة والتعليم والاعلام والثقافة للخروج بتوصيات تضمن في حال تطبيقها المساهمة في تحسين الاوضاع الراهنة.

وياتي اختيار الحائزين على جائزة نوبل الاردن لعقد اجتماعهم تقديرا للجهود التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني في ارساء الامن والسلام العالميين واحراز التقدم العلمي الاستقرار لدول المنطقة.