جلالة الملك يعود الى ارض الوطن بيمن الله ورعايته

عمان
09 كانون الأول/ديسمبر 2003

عاد جلالة الملك عبدالله الثاني بيمن الله ورعايته الى ارض الوطن اليوم بعد زيارة عمل لكل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وذلك ضمن الجهود التي يقوم بها جلالته لدعم عملية السلام وحشد التأييد لدعم موقف الاشقاء الفلسطينيين تجاه عملية السلام في الشرق الاوسط.



وفي زيارته التي استمرت عدة ايام اكد جلالته خلال مباحثاته مع الرئيس الاميركي جورج بوش ان الظروف الصعبة التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط تستدعي بذل اقصى الجهود ومزيد من الحوار لحل القضايا العالقة ولرفع المعاناة عن الشعب الفسطيني وبعث الامل اليه.



وجدد جلالته تحذير الاردن من خطورة بناء الجدار الفاصل الذي تنفذه اسرائيل حاليا على مستقبل الدولة الفلسطينية واثر هذا الجدار على امن الاردن ايضا.



وخلال هذه المباحثات وغيرها من اللقاءات في لندن مع رئيس وزراء بريطانيا توني بلير وفي الولايات المتحدة مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول ومع مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي كوندليزا رايس واعضاء مجلس الشؤون الخارجية الاميركي شدد جلالته على اهمية الابقاء على خارطة الطريق "حية" مؤكدا ان خارطة الطريق ما زالت تشكل اساسا يمكن الانطلاق
منه للحل السلمي.



وفي مقابلة اجرتها شبكة الانباء العالمية سي ان ان مع جلالة الملك عبدالله الثاني حذر جلالته من وضع العراقيل امام مسيرة السلام
مشيرا في ذلك الى استمرار الاستيطان الاسرائيلي والعمل بالجدار الفاصل الذي وصفه جلالته بانه سيكون "كارثيا على الجميع."



ولان الاردن يرى ان نجاح الحكومة الفلسطينية برئاسة احمد قريع يعد امرا حيويا لجهود اعادة عملية السلام الى مسارها الطبيعي ولتوفير مزيد من الدعم والتأييد العالمي للشعب الفلسطيني فقد حرص جلالته في لقاءاته مع المسؤوليين الامريكيين وفي مقابلاته الصحفية على التأكيد باهمية اتاحة الفرصة امام رئيس الوزراء الفلسطيني وذلك عبر وقف اسرائيل الاستيطان وبناء الجدار الفاصل وسياسة الاغتيالات والتخفيف من اعباء نقاط التفتيش ومن المعاناة اليومية التي يواجهها الفلسطينيون وحالة الاحباط التي يمرون
بها.



وفيما يتعلق بالملف العراقي اكد جلالة الملك عبدالله الثاني اهمية الاسراع في بناء المؤسسات العراقية ومنح المزيد من السلطات للعراقيين وقال اننا كلما عملنا على ذلك فاننا نسهم في عودة الامن والاستقرار للعراق وفي مساعدة الشعب العراقي على التحرر والاستقلال.



وضمن مساعي وجهود جلالته الهادفة الى توضيح الصورة الحقيقية عن الاسلام وبناء جسور من الثقة والتفاهم بين الغرب والشرق اكد جلالته امام ما يقارب من 400 من اعضاء دائرة شرطة نيويورك ان عقيدتنا الاسلامية حثت اتباعها منذ بدايات الدعوة على انتهاج طريق التسامح والنوايا الطيبة وامرتنا بتطبيق العدالة والرأفة واحترام الاخرين.



واستشهد جلالته امام اعضاء الشرطة الذين يمثلون اكبر جهاز شرطة في امريكا الشمالية (تسعة وثلاثين رجلا وامرأة) بالخطبة الشهيرة للصحابي الجليل ابي بكر الصديق رضي الله عنه حول معاملة الجند المسلمين للمدنيين اثناء الحروب. وقال جلالته ان الجنود المسلمين وقبل مواثيق جنيف في القرن السابع الميلادي تلقوا قواعد صارمة للسلوك لحماية المدنيين خلال الحروب.



وكان للعلاقات الاردنية الامريكية حيزا مهما في مباحثات جلالته مع الرئيس الامريكي واعضاء ادارته خاصة ما يتصل منها بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.



وقد ساهمت لقاءات جلالة الملك عبد الله الثاني العديدة مع المسؤولين الامريكيين على زيادة حصة الاردن من المساعدات الامريكية حيث اعلن خلال الزيارة الحالية بشكل رسمي عن مساعدات اضافية للاردن بلغت 100 مليون دولار للعام 2004 تضاف الى مساعدات سبق ان تم الاعلان عنها للعام نفسه ايضا حيث بلغت 450 مليون دولار منها 250 مليون مساعدات اقتصادية و 200 مليون مساعدات عسكرية.