جلالة الملك يعود الى ارض الوطن بعد مشاركته في مؤتمر ميونخ

عمان
08 شباط/فبراير 2004

عاد جلالة الملك عبدالله الثاني الى ارض الوطن اليوم بعد زيارة قصيرة لالمانيا الاتحادية حيث القى جلالته كلمة رئيسية في مؤتمر ميونخ الاربعين للسياسة الامنية الذي عقد في مدينة ميونخ.

وخلال الجلسة التي خصصت لبحث موضوع "الى اين يتجه الشرق الاوسط" اكد جلالته امام اكثر من مائتي شخصية قيادية وسياسية وعسكرية من بينهم وزراء دفاع الولايات المتحدة وروسيا والمانيا وفرنسا وامين عام حلف الاطلسي وخافير سولانا منسق الشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي ووزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر ان النزاع العربي الاسرائيلي يبقى مركزيا في المنطقة والعالم وانه حان الوقت لكي نضع حدا لدوامة العنف الطويلة والبغيضة نتيجة هذا النزاع.

وقال جلالته ان طريق السلام الذي لا مفر منه هو اقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية تقابلها عاصمة اسرائيلية في القدس الغربية.

وبين جلالته خلال المنتدى الذي حضره مستشار جلالة الملك لشؤون الامن مدير المخابرات العامة مقرر مجلس امن الدولة الفريق اول سعد خير ووزير البلاط الملكي الهاشمي سمير الرفاعي والسفير الاردني في برلين صالح ارشيدات اننا نحن الاقرب الى فلسطين وان شعبنا يشعر بالمعاناة المستمرة للفلسطينيين ونحن نعايش التاثير الاقليمي المدمر لهذا النزاع مشيرا جلالته الى ان الاردن كان وما يزال قائدا في السعي من اجل السلام وتحمل في سبيل ذلك على مر العقود المخاطر التي يتطلبها السلام.

ودعا جلالته الى اقامة تحالف دولي من اجل السلام يضمن مستقبل فلسطين واسرائيل ويقوي دعائم السلام والاستقرار في الشرق الاوسط ويعزز المصالح الامنية للامم الحرة في كافة ارجاء العالم.

وقال جلالته حول الموضوع العراقي "من الملح ان يكسب اصدقاء الحرية والسلام وهذا يتطلب اكثر من استبدال النظام القديم فلا بد من وجود امن مستدام" مؤكدا جلالته ان الامر لا ينحصر فقط بسرعة اجراء انتخابات وانما بكيفية بناء مؤسسات الحكم في العراق بشكل جيد وفي المحصلة النهائية فان ما سيحدد النجاح هو المحتوى وليس سرعة التغيير.

واشار جلالته الى ان مستقبل العراق الذي نسعى اليه سيفيد العراقيين والمنطقة وهذا المستقبل هو الطريق الى مكانة تاريخية للعراق البلد العظيم والزاخر بالمعرفة.

وقال جلالته ان ديننا الاسلامي الذي يشكل مركزية الهوية الاردنية يحترم التنوع والتسامح ويرفض التطرف والارهاب.

ولفت جلالته الى ان التحدي الثاني بعد القضية الفلسطينية الذي يواجه العرب هو تحدي التنمية مبينا جلالته ان التقارير تشير الى ان دخل الفرد الواحد قد تقلص في الدول العربية في العشرين عاما الماضية حيث ان واحدا من خمسة من العرب يعيش على اقل من دولارين يوميا وواحدا من سبعة عاطل عن العمل.

وقال جلالته ان الشباب العرب الذين يشكلون اكثر من ستين بالمائة من السكان هم الاكثر تاثيرا اذ انهم عندما يفقدون الامل يصبحون لا مبالين او يتحولون نحو العنف داعيا جلالته المجتمع الدولي الى دعم التنمية في الوطن العربي للمساعدة في ايجاد مناخ من العدل والامل وهو المناخ الضروري للامن في المنطقة والعالم.

وبدا المؤتمر اعماله في السادس من الشهر الجاري. ويعد ملتقى ميونخ من اهم المنتديات الخاصة بالسياسات السلمية والامنية وتتركز اعماله منذ انطلاقه عام 1962 على مناقشة السياسات الامنية الاوروبية والتحديات والفرص امام العلاقات الاميركية الاوروبية كما يبحث في القضايا والصراعات العالمية وسبل وامكانيات ايحاد الحلول لها.