الزاوية الإعلامية
عاد جلالة الملك عبدﷲ الثاني إلى ارض الوطن اليوم بعد ان اختتم جولة عمل آسيوية لثلاث من عواصم صنع القرار الاقتصادي العالمي بدأها بطوكيو مرورا ببكين وانتهاء ببانكوك.
وكانت سبل تعزيز العلاقات الثنائية خصوصا في المجالات الاقتصادية وبحث اخر تطورات العملية السلمية في المنطقة والوضع في العراق والجهود التي تبذلها المملكة لتوضيح الصورة الحقيقية للاسلام دين الاعتدال والوسطية والتسامح في صلب المباحثات التي اجراها جلالة الملك مع قادة هذه الدول ومختلف الفعاليات التي التقى بها خلال الجولة التي استمرت نحو الاسبوع.
ففي العاصمة اليابانية طوكيو، التقى جلالة الملك بجلالة الامبراطور اكيهيتو وجلالة الامبراطورة ميشكو حيث اعرب عن اعتزازه بالعلاقات الشخصية المتميزة التي تجمع العائلتين المالكتين في الأردن واليابان.
كما عقد جلالته مباحثات مع رئيس الوزراء الياباني جويشيرو كويزومي وكبير مستشاري الحزب الديموقراطي الياباني تسوموتو هاتا تناولت العلاقات بين البلدين وآخر التطورات السياسية في منطقة الشرق الاوسط حيث تم التاكيد على ضرورة مساعدة الفلسطينيين في التعامل مع مرحلة ما بعد الانسحاب الاسرائيلي وتحسين الظروف الاقتصادية للشعب الفلسطيني والدور الذي تضطلع به اليابان في هذا المجال بالاضافة الى دعم الاردن واليابان لمشاركة جميع فئات المجتمع العراقي السياسية في الانتخابات التشريعية التي جرت اليوم.
واعرب جلالته عن شكره للحكومة اليابانية على المساعدات المالية والفنية التي تقدمها للأردن، حيث تعتبر اليابان من اكبر الدول الدائنه للمملكة.
من جهة اخرى، استعرض جلالة الملك عبدﷲ الثاني في اليابان امام رؤساء الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا" ورئيس المنظمة اليابانية للتجارة الخارجية "جيترو" ومحافظ البنك الياباني للتعاون الدولي افاق التعاون الاقتصادي بين البلدين والمجالات التي يرغب الأردن ان يستفيد من خبرة هذه المؤسسات فيها بالاضافة الى الدور الذي تلعبه المملكة في مساعدة هذه المنظمات في الوصول الى العراق والاراضي الفلسطينية وتقديم يد المساعدة والعون هناك.
والتقى جلالته كذلك مدراء كبريات الشركات اليابانية والمنظمات التي تعمل على تعزيز اواصر الصداقة بين البلدين حيث اكد حرصه على تعزيز العلاقات بين مجتمع الاعمال العربي ومجتمع الاعمال الاسيوي، اضافة الى التطرق الى الفرص الاستثمارية المتوفرة في الأردن الذي يرتبط باتفاقيات تجارة حرة مع كبرى الاسواق العالمية ويتمتع بالاستقرار والامن.
وفي بكين، المحطة الثانية في جولة جلالة الملك، عقد جلالته مع الرئيس الصيني هو جينتاو مباحثات ثنائية في قصر الشعب عبر خلالها عن حرص الأردن على توثيق علاقاته السياسية والاقتصادية مع الصين نظرا لما تتمتع به من ثقل سياسي دولي وتجربة اقتصادية فريدة من نوعها.
وشدد الزعيمان على ضرورة انسحاب اسرائيل من الأراضي الفلسطينية وصولا الى اقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل وفقا لخارطة الطريق. واكد جلالته بهذا الخصوص اهمية الدور الصيني في دعم عملية السلام كونها من الاعضاء الدائمين في مجلس الامن الدولي.
اما على صعيد الوضع في العراق فقد اكد الجانبان وجوب تسريع عملية بناء العراق والمساهمة في انجاح العملية السياسية هناك.
من ناحيته عبر الرئيس الصيني عن دعم بلاده للموقف الأردني من قضية الارهاب. وفي هذا السياق اوضح جلالته ان القضية حاليا هي بين الاغلبية المعتدلة داخل المجتمع الاسلامي والاقلية المتطرفة التي تتستر بالدين وهو براء منها، مشيرا الى الخطوات التي اتخذها الأردن لتفويت الفرصة على المتطرفين الذين يسعون لتشويه الصورة النبيلة للاسلام.
وعلى الصعيد الاقتصادي، اكد الزعيمان عزمهما على زيادة التعاون بين البلدين في مجال التبادل التجاري والتعاون التكنولوجي وتاهيل الموارد البشرية خصوصا في مجالات الطاقة.
وحضر جلالته والرئيس جينتاو توقيع الحكومتين الأردنية والصينية اتفاقيتي منحتين صينيتين للأردن لتنفيذ مشاريع التعاون الاقتصادي والفني وتدريب الموارد البشرية.
والتقى جلالته كذلك برئيس واعضاء الجمعية الاسلامية الصينية حيث اكد على ان اللقاء يأتي في اطار بحث التحديات التي تواجه المسلمين اليوم والتي تحتم عليهم التواصل وبناء علاقات اقوى مع بعضهم البعض للمساهمة في تعزيز جوهر الاسلام القائم على المحبة والسلام ونبذ الكراهية والتطرف.
وفي العاصمة التايلندية بانكوك، حيث اختتم جلالته جولته الاسيوية، تناولت المباحثات التي عقدها جلالته في قصر كلاي كونغوول مع جلالة الملك بهوميبول ادولياديج ملك مملكة تايلند سبل تمتين علاقات التعاون بين البلدين والشعبين الصديقين.
كما تم خلال المباحثات التي عقدها جلالته مع رئيس الوزراء التايلندي ثاكسين شيناواترا تبادل وجهات النظر حول آليات تعزيز التعاون المشترك بين عمان وبانكوك في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية الى جانب التطورات السياسية التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط خصوصا في الاراضي الفلسطينية والعراق.
واشاد شيناواترا بالجهود التي يبذلها جلالة الملك عبدﷲ الثاني لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الاوسط من خلال دعمه الحثيث لتطبيق خارطة الطريق ومساندة العراقيين على بناء دولة مستقرة موحدة تلبي تطلعات الشعب العراقي في الحياة الامنة المستقرة.
واطلع جلالته شيناواترا على جهود الاردن في ابراز الصورة الحقيقية للاسلام الذي يقوم على احترام الديانات والثقافات المختلفة ودعم قيم التعايش والتسامح والتفاهم بين اتباعها، بدءا من رسالة عمان ومرورا بتوصيات المؤتمر الاسلامي العالمي في عمان التي تبناها مؤتمر منظمة العالم الاسلامي الاخير في مكة المكرمة.
من ناحية ثانية حضر جلالة الملك عبدﷲ الثاني ورئيس وزراء تايلند التوقيع على اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمارات بين البلدين.
وفي العاصمة التايلندية ايضا، القى جلالة الملك خطاب في جامعة "شولالونكورن" امام المئات من القيادات السياسية والاكاديمية والاسلامية والطلبة والشباب المسلمين اكد فيه على ان الإسلام ينبذ الاعتداء على الأبرياء في أي بقعة كانوا ولأي دين انتموا موضحا ان التطرف مرفوض لدى المسلمين في الأردن وفي تايلند وفي أرجاء العالم.
وتسلم جلالة الملك عبدﷲ الثاني من جامعة شولالنكورن شهادة الدكتوراة الفخرية في العلوم السياسية تقديرا لحكمته وقيادته المتميزة.