جلالة الملك يعارض مشاركة وحدات عسكرية اردنية في قوات حفظ سلام مستقبلية في العراق

عمان
17 أيار/مايو 2004

قال جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم إنه يعلق آمالا على نجاح اللقاء الأول في برلين بين مستشارة الأمن القومي الأمريكي كونداليزا رايس ورئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع غداة لقائهما في عمان على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي.



وفي مقابلة خاصة مع هيئة الإذاعة البريطانية (البي بي سي) أجراها الزميل سعد حتر أكد جلالة الملك عبدالله الثاني راعي المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد على شاطيء البحر الميت أن اجتماع برلين سيكون مهما جدا لجهة بلورة موقف إيجابي يفسح المجال أمام بناء علاقة جديدة بين الإدارة الأمريكية والسلطة الفلسطينية.



وعلم من مصادر رسمية أن جلالته استقبل وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم الذي أجرى لاحقا محادثات مع الدكتور مروان المعشر وزير الخارجية.



على صعيد آخر أعرب جلالته عن معارضته الشخصية لإرسال وحدات عسكرية اردنية ضمن صفوف قوات حفظ سلام مستقبلية في العراق. مشددا على أن اغتيال رئيس مجسل الحكم الانتقالي عز الدين سليم يؤكد الحاجة لنقل السيادة الكاملة للعراقيين وتعزيز دور الأمم المتحدة.



وقال في هذا السياق إن اغتيال سليم يؤكد الحاجة إلى تمكين العراقيين من السيادة الكاملة على أراضيهم وإعطاء الأمم المتحدة دورا رئيسا في مساعدتهم على تحديد مستقبلهم.



وقال جلالته نرى من غير المنطقي في هذا الظرف أن ترسل دول الجوار العربي قوات إلى العراق نظرا لحساسية هذا الأمر لافتا إلى استعداد الأردن لمساعدة الشعب العراقي وعودة العراق بلدا عربيا حرا ومستقلا.



وجرى الاسبوع الماضي تخريج فوج جديد من نحو ألف عنصر من الجيش العراقي الجديد ضمن برامج تدريب الجيش والشرطة العراقية.



ولفت جلالة الملك الى أن جهوده كانت منصبة خلال لقاءاته مع الرئيس الأمريكي جورج بوش فيما يتعلق بالعراق حول ضرورة إشراك كل فئات المجتمع العراقي في صنع مستقبل العراق.



وقال كنا حريصين على التأكيد على أهمية الإسراع في نقل السلطة للشعب العراقي وعدم تهميش اي فئة ليصبح الجميع شركاء في بناء مستقبلهم.



واوضح جلالته إنه نصح الأمريكيين بإعادة وحدات من الجيش العراقي المنحل للخدمة ..لأننا نعتقد أن جزءا كبيرا من تردي الأوضاع الأمنية في العراق واستمرار العنف كان سببه قرار حل الجيش العراقي في العام الماضي الذي أدى إلى جعل أكثر من نصف مليون عراقي عاطلين عن العمل.



وحول القمة العربية المقررة الأسبوع المقبل في تونس اكد جلالته أن الأردن يطمح بالخروج بقرار قومي لإحداث إصلاحات من داخل البيت العربي.



واضاف ..نحن نريد من القمة أن تأخذ مبادرة عربية ذاتية نابعة من داخل الوطن العربي ونتطلع إلى أن يتفق القادة العرب على مبادرة متكاملة لعملية الإصلاح الإقتصادي والسياسي تراعي خصوصية كل دولة عربية وتنسجم مع تقاليد أمتنا وتاريخها.



وأكد جلالة الملك عبدالله الثاني على أهمية أن تأخذ مبادرة الإصلاح المنشودة موضوع الصراع العربي-الإسرائيلي الذي لا يزال يشكل استمراره عائقا أمام التنمية في الوطن العربي وأمام الإصلاح السياسي والإقتصادي الذي تتطلع إليه شعوب الأمة العربية.



وكانت قضايا الإصلاح في قطاعات السياسة والإجتماع والإقتصاد أخذت حيزا كبيرا في جدول أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي الذي اختتم أعمال دورته الصيفية الثانية أمس في منتجعات البحر الميت.



وأعرب جلالته عن الأمل في أن يشكل هذا الملتقى الدولي الهام فرصة للنخب السياسية ولمؤسسات المجتمع الأهلي العربي لتبني وثيقة للإصلاح مذكرا بأن مجلس الأعمال العربي الذي تشكل من مائة عضو في العام الماضي أقر في دافوس مطلع العام الحالي وثيقة للإصلاح تعبر عن وجهة نظر القطاع الخاص العربي.



كما أعرب جلالته عن الأمل في أن يتم البناء على هذه الوثيقة وتوسيع إطارها فنحن ندعم مؤسسات المجتمع الأهلي في الوطن العربي المشاركين في هذا الملتقى لتبني مبادرة ذاتية للإصلاح تساند توجه القادة العرب لاطلاق مبادرة شاملة للإصلاح خلال القمة المقبلة.



وحول المخطط الإرهابي الذي أحبطته الأجهزة الأمنية في الشهر الماضي أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن المتورطين في هذه العملية اعترفوا بأنها تمت بتمويل وإعداد من قبل تنظيم القاعدة.. لكنه أوضح أنه لا يعلم فيما إذا كان هناك علاقة بين التهديد الذي استهدف الأردن وبين التفجيرات التي استهدفت الرياض والمواجهات المسلحة قرب المزة في سورية.



وحول إستعداد الأردن للمساهمة في إعادة تأهيل الشرطة الفلسطينية بعيدا عن التدخل في الشأن الفلسطيني قال جلالته لقد سبق للأردن وأن ساهم في تدريب عدد من أفراد الشرطة الفلسطينية في منتصف تسعينيات القرن الماضي لكن جلالته شدد على أن المملكة لا يمكن بالطبع أن تقبل التدخل في الشأن الفلسطيني مؤكدا على أهمية التنسيق مع ألاشقاء الفلسطينيين.



وقال جلالة الملك حين نشير إلى ضرورة إعادة تأهيل الشرطة الفلسطينية فإننا نسعى لتقوية المؤسسات الفلسطينية لتكون قادرة على النهوض بمسؤوليتها تجاه الشعب الفلسطيني ولتكون النواة للدولة الفلسطينية المقبلة سنكون دائما إلى جانب الفلسطينيين وسندعمهم بكل إمكانياتنا حتى يتمكنوا من الوصول إلى مستقبل ينعم فيه الشعب الفلسطيني بالأمن والرخاء.