جلالة الملك يطلع على نتائج مشروع البيضة الريادي بوادي موسى

عمان
18 أيار/مايو 2005

رغم الزخم الذي فرضه انعقاد ملتقى الحائزين على جائزة نوبل المنعقد في البتراء على اجندة عمل جلالة الملك عبدالله الثاني فقد حرص جلالته على تفقد احوال ابناء منطقة البيضة بوادي موسى والاطلاع على مشروعهم الريادي.



وعلى بعد بضعة كيلو مترات من مكان انعقاد الملتقى وفي الوقت الذي
انكب فيه المزارعون على استصلاح اراضيهم وزراعتها بالمحاصيل الحقلية
بين جبال البتراء كان جلالة الملك عبدالله الثاني بينهم اليوم ليطلع
على نتائج مشروعهم الذي نفذوه قبل عام ويستعدون لجني نتاج محصولهم
الاول.


وتمكن اهالي البيضة من تحويل اراضيهم الجرداء الى مزارع وحقول خضراء
وفرت لهم مصادر دخل مناسبة بعد ان استفادوا من مشروع اعادة استخدام
المياه المستخلصة من محطة تنقية مياه وادي موسى .


ويقدر عدد اهالي البيضة التي تقع ضمن اقليم البتراء بـ 400 نسمة
جلهم من الفقراء يعتمدون في تامين قوت يومهم على تربية الماشية وبعض
الاعمال السياحية غير المجدية .


واستمع جلالته خلال الزيارة الى ايجاز من القائمين على هذا المشروع
الذي تموله وكالة الانماء الامريكية والذي يهدف الى المساهمة في رفع
المستوى الاقتصادي والاجتماعي للاسر المستهدفة والتخلص من الاضرار
الناجمة عن عدم استخدام مياه محطة وادي موسى وتوفير مصدر مائي مناسب
يسهم في اعادة التوازن البيئي للموقع .


ويستفيد من المشروع في مرحلته الاولى 14 اسرة خصصت لها 14وحداة
زراعيه تقدر مساحة الوحدة منها بعشرين دونما فيما يجري العمل حاليا على
زيادة عدد المستفدين ليشمل 35 اسرة وعدد العمالة التي تم توفيرها تقدر
بنحو 100 فرصة عمل .


واكد جلالته لدى لقائه المزارعين اهمية تطوير مثل هذه المشاريع
الريادية التي تنعكس اثارها على حياة المواطنين والاستفادة من عناصر
النجاح التي تتوفر في مناطقهم المحلية .


واشار جلالته الى اهمية تطوير قدرات المزراعين وتنميتها والتركيز على
انتاج محاصيل مناسبة يمكن تسويقها وتحتاج اليها المنطقة مثلما امر
بتخصيص مبلغ مالي للمساهة في زيادة قدرات المشروع .


ورافق جلالة الملك في الزيارة رئيس الديوان الملكي الهاشمي فيصل
الفايز ومستشار جلالته لشؤون العشائر الشريف فواز زبن عبدالله ومستشار
وعضو مجلس امناء الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الاردنية الشريفه زين
الشرف بنت ناصر .


وانطلقت فكرة المشروع الذي تنفذه شركة/ اس دي ام /الامريكية وجمعية
السد الاحمر التي تؤول ملكيتها لاهالي المنطقة قبل نحو عام للاستفادة
من المياه العادمة من محطة وادي موسى وخلق فرص عمل مناسبة للمواطنين.



وتعمل الشركة الامريكية وهي شركة هندسية في عدة مجالات من بينها
تقديم حلول لاستخدام المياه المستصلحة على تهيئة البنية التحتية
للمشروع الذي ستؤول ملكيته وادارته لاعضاء جميعة السد الاحمر بعد
تاهيليهم وتطوير قدراتهم لتطبيق اساليب الزراعة الحديثة وطرق اختيار
المحاصيل المناسبة وادرة المشروع . وقال مدير الموقع المهندس
اسماعيل الطويسي ان المحاصيل التي يتم زراعتها تخضع لاختبارات في محطة
المشاهدة التي خصصت لهذه الغاية ضمن المشروع ويجري التركيز على
زراعة الناحج منها .


واضاف ان محطة التنقية توفر نحو 2000 متر مكعب من المياه يوميا يتم
استخدام 1200 متر مكعب منها لري المحاصيل الزراعية التي تشمل محاصيل
الشعير والقمح والكرسنة والبرسيم وبعض الاشجار المثمرة .


وتوقع ان يصل حجم الانتاج لهذا العام الى نحو 600 طن من البرسيم الذي
يسوق في منطقة وادي موسى .


وفي الوقت الذي انشغل فيه محمد ربيع في جني محصول حقله من البرسيم
فانه يطمح بتوسعة مشروعه ليشمل محاصيل اخرى . ويقول محمد الذي يعاونه
في عمله افراد اسرته المكونة من 8 اشخاص ان هذا العمل يدر عليه شهريا
حوالي 100دينار مشيرا الى ان هذا المبلغ يعتبر جيدا في مشروع زراعي
لايزال في بدايته .


واعتبرت شاهة ابو شوشة التي تنتمي الى اسرة استفادت من المشروع ان
مثل هذه المشاريع من شانها ان تسهم في توفير مصادر دخل جيدة للمواطنين
مثلما انها تسهم في ايجاد بيئة نظيفة وجميلة في المنطقة .


واشارت الى ان معظم المحاصيل تستخدم كاعلاف للمواشي التي يمتلكها
اهالي المنطقة ما يوفر عليهم مبالغ مالية كانوا يدفعونها كثمن لها
مثلما يتم بيع الفائض منها .


وتقدر مساحة المشروع الكيلة حوالي الفي دنم مقسمة الى موقعين الاول
خصص ليكون محطة للمشاهدة واجراء الاختبارت فيما خصص الف دنم اخرى
للمزارعين قسمت الى خمسة وثلاثين حقلا .