جلالة الملك يطلب من الشباب وضع رؤيتهم لكيفية مواجهة التحديات

31 آب 2006
عمان ، الأردن

وضع جلالة الملك عبدﷲ الثاني اليوم الكرة في مرمى الشباب الاردني طالبا منهم التعبير عن افكارهم وطموحاتهم والمساعدة في ايجاد الطرق المناسبة للوصول اليها لمواجهة تحديات القرن الجديد. فهم، حسب قول جلالته، فرسان التغيير، القادرون على احداث التغيير المطلوب.

وفي خطوة غير مسبوقة في التحدث مع الشباب ووضع الثقة بهم وبأفكارهم اضاف جلالته في كلمة افتتح بها ملتقى شباب كلنا الاردن التحضيري الذي بدأ اعماله في قصر المؤتمرات في البحر الميت اليوم انه طلب من بعض المسؤولين السياسيين والامنيين والاقتصاديين أن يضعوا الشباب المشاركين بصورة التحديات الداخلية والخارجية على كافة الاصعدة، "حتى تفكروا معنا وتشاركونا في وضع الخطط والبرامج لمواجهة هذه التحديات."

وعوّل جلالته على عزيمة الشباب وإرادتهم وتصميمهم في بناء الأردن والمحافظة على منجزاته وترسيخ الديمقراطية والتعددية "التي تغني المسيرة وتساهم في بناء المجتمع الحضاري القادر على التعامل مع الواقع والمستجدات بأسلوب وأدوات عصرية قادرة على مواكبة كل التطورات."

وأكد جلالته ان تحقيق هذا الهدف يتم فقط ضمن سياق عملية متكاملة وشاملة ذات أهداف مدروسة، قائلا ان هذا هو السبب وراء اهتمامه بمسيرة التعليم في بلدنا، الذي يريد له ان يكون تعليما نوعيا، "حتى نتمكن من تأهيل الشباب بأسلوب علمي وتفعيل قدراتهم وطاقاتهم لمواجهة تحديات القرن الجديد، فالعالم من حولنا يتغير" ولا بد من العمل على إحداث التغيير المطلوب.

ويأتي عقد هذا الملتقى لتحديد اهم اولويات المرحلة المقبلة من وجهة نظر الشباب عبر نقاش مستفيض للتحديات ورؤية الشباب للاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يرون انها ضرورية لمستقبل الاردن.

ويستند هذا الملتقى المنبثق عن ملتقى كلنا الاردن الذي عقد الشهر الماضي بمشاركة سبعمائة شخصية من كافة اطياف المجتمع الاردني سياسيا واجتماعيا واقتصاديا الى استطلاع أجري لمعرفة رأي الشباب بالاولويات الضرورية لمواجهة التحديات المستقبلية في كافة المجالات.

ومن المقرر ان يرتب الشباب هذه الاولويات وعددها 37 اولوية حسب الاهمية لهم ليتم بعد ذلك عقد لقاء آخر لمناقشة هذه الاولويات والخروج بتصور واضح حولها.

وطالب جلالته الشباب بان يكونوا "على أعلى درجات الوعي والشعور بالمسؤولية" للحفاظ على أمن بلدهم واستقراره ومستقبله، لافتا نظرهم الى ان "الخطوة الأولى لمواجهة التحديات الخارجية أو الداخلية هي الحفاظ على وحدتنا الوطنية وتماسك جبهتنا الداخلية، ووضع مصلحة الأردن فوق كل المصالح والاعتبارات، فالأردن أولا وكلنا الأردن وكلنا للأردن."

ونبه جلالته الشباب من الانجرار وراء الشعارات الفارغة، قائلا لا نريد "أن نكون أدوات بأيدي جهات لا تريد الخير لهذا البلد."

وأكد جلالته للشباب حرصه على تأمين المستقبل الأفضل لهم، مضيفا أن "الهموم والمخاوف التي تراود بعضكم حول توفير فرص العمل، وتحقيق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، هي على رأس أولوياتنا، لأنها قاعدة أساسيه في بناء الأردن الأنموذج."