جلالة الملك يضع حجر الاساس لمدرسة "كنجز اكاديمي"

عمان
22 تموز/يوليو 2004

وضع جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم ترافقه جلالة الملكة رانيا العبدالله حجر الاساس لمدرسة "كنجز اكاديمي" احد ابرز المشروعات التعليمية الطموحة للمرحلة الثانوية في الاردن.



والاكاديمية التي سيبدأ تدريس الصفين التاسع والعاشر فيها العام الدراسي 2006 سيتم بناؤها الاكاديمي على نسق اكاديمية ديرفيلد في الولايات المتحدة التي سبق لجلالة الملك عبدالله الثاني ان درس فيها المرحلة الثانوية والمعنية بتصميم مناهج دراسية وعملية تعد طلابها لتحمل مسؤوليات القيادة في اي مجال سياسي او اقتصادي او غيره.



ولضمان تحقيق هذه الغاية من الترابط ما بين التعليم والمجتمع والتفاعل بين المعلم والطالب، ستكون الاكاديمية على نظام التعليم الداخلي للطلاب الذين ياتون من مناطق بعيدة او من دول عربية اخرى - حيث تهدف الاكاديمية لاستقطاب طلاب عرب لتكون مدرسة تعمل على المستوى الاقليمي - او على نمط التعليم الداخلي الاسبوعي يغادر فيها الطلاب الاكاديمية خلال عطلة نهاية الاسبوع فقط.



وعلى نسق اكاديمية ديرفيلد ستسعى هذه الاكاديمية المختلطة الى تدريب الجيل القادم من قادة الاعمال والمجتمع والحكومة في المنطقة تهيىء الفرص حسب قول جلالته "للطلبة من جميع الخلفيات للتعلم والنمو معا مؤمنين بالقيم الشخصية والمجتمعية النبيلة المتمثلة في العدالة والتسامح وروح المواطنة والتعاطف."



ورغم ان النمط الاساسي للتعليم سيكون على غرار اكاديمية ديرفيلد الا انها ستضم كذلك الثقافة والقيم والجماليات المحلية والعربية مما يجعلها مشروعا اردنيا بصورة فريدة. وتشمل الاكاديمية اضافة الى الغرف الصفية والمرافق الاسكانية اقامة مسرح وقاعة متعددة الاغراض بارقى المواصفات المهنية ومجموعة من المرافق الرياضية ومكتبة مجهزة تكنولوجيا اضافة الى مسجد وقاعة للطوائف الدينية الاخرى تلبي الاحتياجات الروحية للطلبة.



وستكون الانجيزية هي لغة التدريس الرئيسية في الاكاديمية مع تدريس عدد من المواد باللغة العربية. وستدرس الاكاديمية لغات اجنبية اخرى كما ستكون الدراسات الدينية اجبارية للطلاب، كل حسب الدين الذي يعتنقه. كما ستؤخذ شهادة البكالوريا الدولية بعين الاعتبار في الاكاديمية علما ان الطلاب المتخرجين سيخضعون لاختبار القدرات الدراسية الامريكية لانهائهم مرحلة الدراسة الثانوية.



وتوفر الاكاديمية باعتبارها برنامجا منهجيا مختلطا كاملا يتيح للطلبة فرصا في الفنون والرياضة والقيادة وتنمية المجتمع وخدمته.



ويتوقع ان تستقبل الاكاديمية 300 طالب في سنتها الاولى وتصل الى اقصى طاقة استيعابية لها وهي 600 طالب بحلول عام 2008.



وكما اكد جلالته في مناسبات عديدة، فان الاكاديمية ستكون مكانا ينحي فيه الطلاب جانبا طبقتهم الاجتماعية وخلفيتهم الثقافية للتعلم والنمو معا في الوقت الذي تتجذر في نفوسهم القيم الفردية والمشتركة التي تشمل الكرامة والنزاهة والتسامح والتعاطف.



وقال رئيس مجلس ادارة صندوق كنجز اكاديمي الدكتور صفوان المصري في كلمة القاها امام جلالتيهما "لا شيء اكثر حيوية واهمية لمستقبل الاردن والمنطقة من اعداد جيل جديد من القادة المستنيرين المسلحين بالمؤهلات اللازمة لاخذ مكانهم في عالم الاعمال والحكومة والفن وكل جانب من جوانب المجتمع الذي يعيشون فيه."



واضاف ان الفكرة الكامنة وراء "كنجز اكاديمي" تتمثل في ان تكون في طليعة هذه المهمة بكونها "مدرسة داخلية رائدة خاصة غير ربحية في العالم العربي."



مؤكدا ان الاكاديمية ستضع معايير جديدة للتعليم الثانوي في الشرق الاوسط من خلال مزجها للتفوق الاكاديمي واساليب التعليم المتنورة مع التركيز على القيم المجتمعية والفردية والمرافق المتطورة.



واكد المصري على ان التدريس سيعتمد على المنهاج الامريكي للمرحلة الثانوية مع التركيز على التراث الغني للعالم العربي وعاداته وقيمه ولغته، مضيفا ان نظاما سلوكيا متشددا سيطبق في الاكاديمية المختلطة لضمان سلوك الطلاب من الجنسين.



وسيكون 75 بالمئة من المعلمين من الاجانب والباقي من الاردنيين مع امكانية البدء باحلال معلمين اردنيين مكانهم في المستقبل قادرين على تعزيز الابداع والتفكير النقدي واسلوب حل المشاكل لدى الطلاب.



وتخصص الاكاديمية 15 بالمئة من عائدات الرسوم الدراسية السنوية لاستقبال طلاب متميزين غير قادرين على دفع رسومها، ويسمى هذا البرنامج "برنامج كنجز سكولارز" يقوم الدارسون فيه بالحصول على دعم مالي يتضمن الرسوم الدراسية ونفقات المعيشة والكتب والادوات.



وتركز الكلية على بناء شخصية الطالب فيها ليكون ناضجا اجتماعيا وعاطفيا ومؤهلا دراسيا ومواطنا مسؤولا يقدر الاختلاف والتنوع مع احساس عال بالانتماء الى تراث امته وقيمها واخلاقها التي تشمل الكرامة والصدق والتسامح والتعاطف.



وعبر المصري عن شكره لقيادة اكاديمية ديرفيلد لدورهم في عملية التخطيط والتنفيذ لكنجز اكاديمي في الاردن.



وقال في حديث للصحفيين ان تمويل هذه الاكاديمية سيكون من التبرعات والمنح من القطاع الخاص الامريكي، متوقعا ان ياتي التمويل بشكل اساسي من خريجي ديرفيلد.



ويتوقع ان تصل كلفة المشروع حتى بدء التدريس الى حوالي 60 مليون دولار.



وقال وزير التربية والتعليم خالد طوقان للصحفيين ان وجود هذه المدرسة في الاردن يعطي سمعة جيدة للمملكة على الصعيد التعليمي كما ان وجودها هو اثراء للمسيرة التربوية الاردنية، متوقعا ان يتم نوع من التعاون بين الوزارة والاكاديمية لتدريب معلمي التربية وتسليحهم بالمهارات اللازمة.



يذكر ان تحديث التعليم في الاردن وتحسين نوعيته لتخريج طلاب اكفياء مبادرين مدربين لسوق العمل هو من ابرز الاولويات على اجندة الاصلاح الطموحة التي تبناها جلالة الملك عبدالله الثاني منذ توليه سلطاته الدستورية عام 1999.



وتمثل الاكاديمية مع العديد من المبادرات الاخرى لتطوير التعليم وحوسبته حجر الزاوية في جهود جلالته لاعلاء دور الاردن التقليدي كرائد اقليمي في مجال التعليم.