جلالة الملك يحث ابناء البادية على المشاركة الفاعلة في تنمية مجتمعاتهم

عمان
11 أيار/مايو 2005

حث جلالة الملك عبدالله الثاني شباب البادية على المساهمة في تنمية مجتمعاتهم المحلية والمشاركة الفاعلة في عملية الاصلاح والتنمية الشاملة.



واكد جلالته خلال لقائه مجموعة من ابناء البادية الشمالية والوسطى والجنوبية في مبنى قيادة قوات البادية الملكية بعمان اننا نولي تنمية البادية وتطويرها اهمية خاصة مؤكدا دور ابناء البادية التاريخي في بناء الوطن وتعزيز مكتسابته.



وقال ان لابناء البادية مكانة خاصة وكبيرة عندي فآباؤكم وأجدادكم كان لهم الدور الرئيسي والمشرف في بناء الوطن وحمايته من الاخطار وانا فخور بكم وكلي ثقة أنكم ستبنون على ما بناه الاباء والاجداد.



واشار جلالته في اللقاء الذي حضره رئيس الديوان الملكي الهاشمي فيصل الفايز ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر الشريف فواز زبن عبدالله الى ان مشاكل الفقر والبطالة التي تعاني منها مناطق البادية هي في صلب البرامج الوطنية داعيا في الوقت ذاته الى اهمية الاقبال على التخصصات والمهن التي يحتاج لها سوق العمل.



وابرز ابناء البادية خلال حوارهم مع جلالة الملك اهمية ان يكون لهم دور اكثر فعالية في المشاركة في صنع القرار السياسي والاقتصادي في الاردن وايجاد مشاريع تنموية تسهم في حل المشاكل التي تعانيها مناطقهم. واكدوا ان ابناء البادية معنيون في ان يكون لهم دور ومشاركة في اللجان الوطنية التي يتم تشكيلها لخدمة الوطن.



وطلب جلالة الملك من ابناء البادية تشكيل لجان تمثل مناطق البادية الثلاث لتتولى دراسة احتياجات ومشاكل مناطقها مثلما تقترح الحلول المناسبة لذلك. وبين جلالته ان هذه اللجان ستكون حلقة الوصل بين الديوان الملكي الهاشمي وبين ابناء البادية عبر لقاءات متكررة يشرف على تنظيمها مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر الشريف فواز زبن عبدالله وقيادة البادية.



وشدد جلالته على اهمية ان تخرج اللجان الثلاثة بافكار ومشاريع تسهم في ايجاد الحلول الانجع للفقر والبطالة وتسهم في تعزيز العمل الوطني المؤسسي. واكد جلالته ان الحكومة ستدعم اية فكرة لمشروع تنموي منتج في مناطق البادية يسهم في توظيف الايدي العاملة فيها.



واعتبر جلالة الملك ان جيل الشباب الواعي والمتعلم من ابناء البادية عليه مسؤولية مهمة في نشر الوعي بين اقرانهم في مناطقهم للاقبال على برامج التدريب المهنية واكتساب الخبرات التي تمكنهم من ايجاد فرص عمل تؤمن لهم الحياة الكريمة.



وابرز الدكتور محمد الشرفات الذي تحدث نيابة عن ابناء البادية الشمالية المشاكل التي تعانيها مناطق البادية الشمالية المتمثلة بالفقر والبطالة والتي اعتبر ان حلها يكمن في انشاء مشاريع تنموية ملائمة.



وبين ان تفعيل الدور التنموي لجامعة آل البيت مهم لخدمة المنطقة مثلما ان الخدمات بحاجة الى مزيد من الاهتمام فضلا عن حاجة البادية الشمالية الى مستشفى متكامل. واشار الى ان كلية التمريض في البادية الشمالية تقبل الطلبة على اساس من التنافس وهذا يحرم ابناء المنطقة من الاستفادة من هذا التخصص المهم والذي تفتقر اليه المنطقة.



واكد الدكتور ابراهيم مشهور حديثة الجازي الذي تحدث نيابة عن ابناء البادية الجنوبية اهمية ان يكون لابناء البادية الجنوبية دور في اللجنة الملكية التي اوكل لها تقسيم المملكة الى اقاليم. واشار الى اهمية مشاركة ابناء البادية في وظائف الدولة العليا خاصة من يتملكون الخبرة العلمية والعملية وساهموا في خدمة الوطن.



واعتبر ان تخصيص جزء من الوظائف في المنشآت والمؤسسات المقامة في الجنوب خاصة في منطقة العقبة الاقتصادية وايجاد الية لذلك من شانه ان يسهم في التخفيف من حدة الفقر والبطالة مثلما يسهم في تحقيق التنمية المنشودة.



واستعرض الدكتور فياض القضاة قضايا ومشاكل البادية الوسطى المتمثلة في ايجاد المشاريع الانتاجية التي تنعكس ايجابا على ابناء البادية الوسطى وتوفر فرص عمل مناسبة لهم. وقال ان ابناء البادية يرغبون في خدمة البلد ويريدون المشاركة في القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.



وتجسيدا للدور البناء لابناء البادية في المشاركة في عملية صنع القرار الاقتصادي والسياسي والمساهمة في مستقبل الاردن شملت لجنة الاجندة الوطنية واللجان المتفرعة عنها ممثلين من ابناء البادية وكذلك الامر بالنسبة للجنة الملكية المتعلقة بتقسيم المملكة الى
اقاليم.



وتعمل اللجنة الملكية التي اوكل اليها مهمة تقسيم المملكة الى اقاليم على وضع خطط وبرامج لاعادة التقسيمات الادارية في المملكة بغية توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في صنع القرارت وترتيب الاوليات ووضع الخطط والبرامج المتعلقة بمسيرة التنمية.



وتضم اللجنة التوجيهية للاجندة الوطنية فئات واسعة من المجتمع تشمل ممثلين عن الحكومة ومجلس الامة ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والاعلام وتعمل على تنسيق الجهود وصياغة الاجندة الوطنية واعتماد محاورها وتشكيل لجان لوضع الاولويات للقطاعات المختلفة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاشراف على عملها والتاكد من انسجام الاولويات الوطنية مع بعضها البعض ضمن الموارد المتاحة.



وكان جلالة الملك عبدالله الثاني اطلق قبل عامين مبادرة انشاء الصندوق الهاشمي لتنمية البادية الاردنية وتبرع جلالته بثلاثة ملايين دينار لانشاء الصندوق.



ويهدف الصندوق الذي يتولى رئاسة مجلس امنائه رئيس الديوان الملكي الهاشمي فيصل الفايز الى الحد من مشاكل الفقر والبطالة التي تعانيها البادية عبر ايجاد فرص عمل ومشاريع انتاجية تعود بالخير عليهم.