جلالة الملك يجري مباحثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ويهاتف عباس

19 كانون الأول 2006
عمان ، الأردن

عقد جلالة الملك عبدﷲ الثاني مباحثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الذي وصل إلى عمان اليوم في زيارة استمرت ساعتين، فيما أجرى جلالته أيضا إتصالا هاتفيا مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس تناول خلاله التطورات التي تشهدها الساحة الفلسطينية.

وقال مصدر مطلع في الديوان الملكي الهاشمي أن جلالة الملك أطلع الرئيس عباس خلال الإتصال على فحوى مباحثاته مع أولمرت كما تم الإتفاق على مواصلة التنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية لبحث كافة السبل التي من شأنها تحريك العملية السلمية.

وأضاف المصدر أن جلالته أكد أن الأردن مستعد لبذل كافة الجهود لمساعدة الفلسطينيين على تجاوز خلافاتهم وتعزيز وحدة الشعب الفلسطيني وأن كل الخيارات مفتوحة بالنسبة للأردن بما في ذلك الدعوة للقاء في عمان يجمع الرئيس الفلسطيني أبو مازن مصطحبا معه رئيس الوزراء، إسماعيل هنيه، لمناقشة السبل الكفيلة بإنهاء الإحتقان السياسي بين حركتي فتح وحماس.

وأكد جلالة الملك حرص الأردن على وقف نزيف الدم الفلسطيني وإنهاء كافة الإشتباكات بين القوى الفلسطينية.

من جهة أخرى، قال المصدر أن أولمرت وصل إلى الأردن بناء على طلب من جلالة الملك في إطار الجهود التي يقوم بها جلالته لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وشدد جلالته خلال اللقاء على ضرورة أن يقوم الإسرائيليون بالدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين لإيجاد أرضية مشتركة مناسبة لإطلاق عملية السلام مجددا.

كما بين جلالته أن مفتاح الحل للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي لن يكون إلا من خلال ترسيخ القناعة لدى الطرفين بأنهما شريكين في عملية لن تؤتي ثمارها إلا عبر طاولة المفاوضات وتنفيذ الالتزامات الدولية وصولا إلى تسوية دائمة ترتضيها الأجيال المقبلة وتدافع عنها.

وحذر جلالته من أن إضاعة الوقت في إلقاء اللوم وتبادل الاتهامات بين الفترة والأخرى والتردد في اتخاذ إجراءات تعزز من فرص السلام سيدخل المنطقة في دوامة من العنف سيدفع ثمنها الجميع.

وقال جلالته أن شعوب المنطقة قد سئمت الانتظار والانتقال من مؤتمر سلام إلى آخر تحت مختلف التسميات دون إحراز نتائج على الأرض، مشيرا في نفس الوقت إلى أن سياسة الحلول الأحادية الجانب وفرض الأمر الواقع على الأرض قد أثبتت فشلها.

وفي هذا الصدد، قال جلالته أن العودة للمفاوضات يجب أن يكون نابعا من يقين الطرفين بأن عليهما الوصول إلى حل يحقق تطلعات شعبيهما في العيش بأمن وسلام، مبينا أنه إذا توصل الفلسطينيون والإسرائيليون لهذه القناعة، فإن المجتمع الدولي سيقف إلى جانبهما لتقديم كل مساعدة ممكنة.

وأكد جلالته أنه لن يكون هناك شريك فلسطيني قوي ما لم يكن هناك دعم جدي من قبل إسرائيل ومساندة من الأسرة الدولية.

وشدد جلالته التأكيد على أن الجميع في المنطقة سيخسر إذا لم يتم التوصل إلى حل قريب للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، مبينا أن حل الدولتين يجب أن يشكل الأساس لأي تحرك مستقبلي لإحياء التفاوض باعتباره الحل المنطقي لتلبية تطلعات الفلسطينيين في إنشاء دولة مستقلة ذات سيادة وتحقيق الأمن والاستقرار للإسرائيليين.

كما دعا جلالته إسرائيل إلى النظر بجدية وبإيجابية للمبادرة العربية للسلام، التي وصفها بأنها تشكل أرضية مناسبة لحل الصراع العربي - الإسرائيلي على مختلف الجبهات.

من جانبه، استعرض أولمرت الخطوات التي يمكن لإسرائيل القيام بها في المستقبل القريب لإطلاق عملية السلام مجددا مع الفلسطينيين.

وقال أن أن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بحاجة اليوم لوقوف المجتمع الدولي معهما لتحقيق السلام أكثر من أي وقت مضى.