جلالة الملك يؤكد ثقته بقدرة الديمقراطية الاردنية على تجاوز الازمة بين الحكومة والنواب

عمان
19 أيار/مايو 2005

أعرب جلالة الملك عبدالله الثاني عن ثقته بقدرة الديمقراطية الأردنية على تجاوز الأزمة الحالية بين الحكومة ومجلس النواب، داعيا إلى إعتماد الحوار والاحتكام إلى الدستور لحلها.

وقال جلالته في مقابلة مع صحيفة الحياة الصادرة في لندن اليوم اجراها رئيس تحريرها الزميل الاستاذ غسان شربل ان حل البرلمان لم يطرح ولن يكون أبدا مخرجا لهذه الأزمة مؤكدا أن لا عودة عن الإصلاح الذي هو خيارنا فهو برنامج وطن وليس برنامج اشخاص.

وقال جلالته أنني أحترم موقف مجلس النواب بالدرجة التي أقدر فيها حكمة رئيس الوزراء وموقفه أيضا كما اقدّر كفاءة الفريق الوزاري، لكن المهم في الأمر أن يكون الحكم دائما على البرامج وليس على الأشخاص، وأن لا يكون الحكم متسرعا.

وقال جلالته "انني اثق بالفريق الوزاري وهم اشخاص مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة وعندما تم اختيارهم لا اعتقد بانه تم الاخذ بالحسبان اصولهم ومنابتهم ولايجوز النظر الى مجيء اشخاص على انه على حساب اخرين." واضاف جلالته "لا أؤمن إطلاقا بأسلوب المحاصصة، وأدرك تماما أن المناطق التي لم تمثل في التشكيل الحكومي مليئة بالكفاءات والخبرات، وعلى الحكومة والبرلمان أن يواجها أي مشكلة من خلال الحوار بالأساليب الديمقراطية فديمقراطيتنا تستوعب كل الآراء والتباين في المواقف."

وقال جلالته ان خطتنا لإعادة النظر في التقسيمات الإدارية تصب في عملية توسيع قاعدة المشاركة الشعبية ومن خلال لقاءاتي مع ممثلي المحافظات وزياراتي للمناطق النائية أدركت أن التخطيط لاحتياجات هذه المناطق لا يمكن أن يقتصر على الخطط التي تضعها الوزارات في العاصمة، بل يجب أن يشترك في صياغة هذه الخطط الناس الذين يعرفون احتياجات مناطقهم ولديهم القدرة على المساهمة في التنمية الشاملة التي تنعكس آثارها على كافة شرائح المجتمع. ومن هذا المنطلق كانت فكرة التقسيمات الإدارية، وهناك لجنة الآن تعكف على دراسة واقع هذه التقسيمات لتحدد ما هو الأنسب الذي يمكن أن يخدم الأردن ويحقق الفائدة للجميع.

وردا على سؤال عن قانون جديد للانتخاب، وملامحه قال جلالته ان هذا الأمر مرتبط بمخرجات لجنة الأجندة الوطنية، فقانون الانتخابات وغيره من القوانين المتعلقة بالحياة السياسية ستخرج وفقا للمبادئ والأفكار التي ستضعها اللجنة ولجنة التقسيمات الإدارية.

وقال جلالته أن الشرق الأوسط يقف عند مفترق طرق يحتم على دوله سلوك النهج المؤدي إلى الاستقرار ومواجهة مشكلات البطالة والفقر والتوتر.

وحول زيارة جلالته الى الولايات المتحدة اخيرا وفيما اذا كان هناك تطمينات بالضغط على إسرائيل للسير في تطبيق خريطة الطريق وعدم عرقلة جهود الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال جلالته "ما سمعناه من الرئيس بوش مطمئن والإدارة الأميركية مقتنعة بتحقيق تقدم في عملية السلام من خلال تطبيق خريطة الطريق وتدعم أيضا جهود الرئيس محمود عباس الذي يتطلع إلى عودة إسرائيل بسرعة إلى المفاوضات."

واضاف جلالته "بصراحة في كل لقاء مع الرئيس بوش أو مع المسؤولين في الإدارة الأميركية كنا نستمع إلى تطمينات بأن الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة الحكومة الفلسطينية، واتخاذ خطوات داعمة لإطلاق المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، لكن المطلوب الآن تنفيذ الالتزامات."