جلالة الملك والرئيس المصري يجريان مباحثات حول آخر التطورات السياسية في المنطقة وخصوصا في الأراضي الفلسطينية

29 نيسان 2006
عمان ، الأردن

أجرى جلالة الملك عبدﷲ الثاني مباحثات ثنائية في مدينة العقبة اليوم مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك تناولت آخر التطورات السياسية في المنطقة خصوصا في الأراضي الفلسطينية.

وأكد الزعيمان خلال لقاء القمة على دعمهما للشعب الفلسطيني وضرورة إيجاد آليات فاعلة لإيصال المساعدات الدولية وإنهاء الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها.

كما دعا الجانبان إلى تكثيف جهود المجتمع الدولي لضمان وصول المساعدات التي يحتاجها الفلسطينيون في هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى.

وحذر جلالته والرئيس المصري من الحلول أحادية الجانب والتي لن تساعد على المضي قدما في العملية السلمية ولا على تعزيز مناخ الاستقرار في المنطقة.

وشدد جلالته والرئيس مبارك على ضرورة بذل المزيد من الجهود لمساعدة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على استئناف العملية السلمية وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.

وحول الوضع في العراق عبر جلالة الملك والرئيس مبارك عن دعمهما للعملية السياسية الجارية هناك وعلى أهمية أن تمثل الحكومة العراقية المقبلة كافة شرائح المجتمع العراقي.

وفي هذا الصدد، أكد الزعيمان على أن الانتخابات التي جرت مؤخرا في العراق هي خطوة هامة على طريق إحلال الأمن والاستقرار هناك وبناء الدولة العراقية القادرة على لعب دور حيوي في المنطقة.

كما تطرقت المباحثات إلى العلاقات الثنائية بين البلدين واليات توثيقها خصوصا في المجالات الاقتصادية.

وتم الاتفاق على عقد اجتماعات اللجنة الأردنية المصرية المشتركة في وقت قريب لبحث مجالات التعاون المشترك خاصة وأن هناك مشروعات حيوية كبيرة بين الجانبين ومن أبرزها مشروع الربط الكهربائي ومشروع نقل الغاز المصري إلى الأردن.

وحضر القمة عن الجانب الأردني مدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض ﷲ والمستشار الخاص لجلالته فاروق القصراوي ووزير الخارجية عبدالاله الخطيب ومدير المخابرات العامة محمد الذهبي والسفير الأردني في القاهرة عمر الرفاعي.

وعن الجانب المصري حضرها وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، ووزير الإعلام أنس الفقهي، ومدير المخابرات المصرية عمر سليمان، ورئيس الديوان الجمهوري المصري الدكتور زكريا عزمي، والسفير المصري في عمان أحمد رزق.

وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده وزير الخارجية عبدالاله الخطيب ونظيره المصري أحمد أبو الغيط في العقبة بعد لقاء القمة الذي جمع جلالة الملك والرئيس المصري، أكد الوزيران على أهمية دور اللجنة الرباعية في دفع العملية السلمية بعد توقفها لفترة طويلة.

وقال الخطيب أن من شأن استئناف عمل اللجنة التي تضم في عضويتها القوى المؤثرة عالميا وهي الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة أن يدفع عملية السلام إلى الأمام بعيدا عن الإجراءات الأحادية.

وأشار إلى أن وزراء خارجية الأردن ومصر والسعودية سيشاركون في اجتماع اللجنة الذي سيعقد في نيويورك، لافتا إلى أن الزعيمين عبرا عن الأمل أن يسفر عن الاجتماع نتائج ملموسه لإعادة إحياء عملية السلام.

وقال أبو الغيط أن اللجنة تلعب دورا مهما على صعيد العمل على إحلال السلام، خاصة أن اجتماعها سيأتي قبيل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي المقررة إلى واشنطن، مشيرا إلى ضرورة أن ينظر هذا الاجتماع في الكثير من القضايا والتي من بينها تأمين المساعدات للشعب الفلسطيني، إَضافة إلى الدعوة للابتعاد عن الخطوات الأحادية الجانب، والعودة إلى تنفيذ خارطة الطريق، وحشد أكبر دعم دولي لإعادة إحياء عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية.

وحول تأجيل زيارة وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار إلى الأردن، قال الخطيب أن ما حدث لن يؤثر بأي شكل من الإشكال على العلاقة الأردنية الفلسطينية لافتا إلى أن العلاقة مع الشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية علاقة مستقرة وثابتة وتحكمها روابط الإخوة والمصالح المشتركة وسياسة أردنية هاشمية مستقرة ومعروفة بتقديم كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني ليحقق طموحه في إقامة دولته المستقلة.

وشدد على أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة وتحقيق الاستقلال الفلسطيني وإنهاء الاحتلال تشكل مصلحة إستراتيجية ومصلحة وطنية عليا للأردن.

وردا على سؤال حول آليات دعم توجه الرئيس الفلسطيني لإعادة مفاوضات السلام اعتمادا على المبادرة العربية، أكد الخطيب على دعم توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإجراء مفاوضات الوضع النهائي، وبالتالي دحض إدعاء عدم وجود شريك فلسطيني في المفاوضات، مشددا على أن الرئيس عباس يمثل السلطة الفلسطينية.

وقال أن جلالته والرئيس مبارك بحثا الموضوع الفلسطيني وانه كان هناك اتفاق على ضرورة استمرار تدفق ووصول المساعدات للشعب الفلسطيني والدعوة إلى التنبه لموضوع الوحدة الوطنية الفلسطينية والتركيز على حماية هذه الوحدة والحفاظ عليها وتجنب أي انقسام والدعوة إلى اتخاذ المواقف والإجراءات التي تمكن الشعب الفلسطيني من تامين التأييد الدولي لعملية سلام نشطة.

وحول دعم الرئيس الفلسطيني في إدارة المفاوضات، قال أبو الغيط أن الرئيس محمود عباس هو رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، وطبقا للقانون الأساسي الفلسطيني فهو المعني بإدارة العلاقات الخارجية والتفاوض مع إسرائيل بهدف استعادة الأراضي المحتلة.

وأضاف الخطيب أن القائدين استعرضا أفاق إجراء اتصالات ولقاءات مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة بعد تشكيلها وأبديا الرغبة للتعاون مع رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت بهدف الدفع نحو استئناف الاتصالات والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.

وأكد الخطيب وأبو الغيط أن القمة الأردنية المصرية كانت مناسبة لإعادة تأكيد الدعم المشترك لتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس نحو إجراء مفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية.

وشددا على وجود جهد أردني مصري عربي ودولي يسعى لدفع الحكومة الإسرائيلية الجديدة للتخلي عن الخطوات الأحادية الجانب والعودة مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات وتنفيذ خارطة الطريق.

وحول العراق أكد الخطيب أن القضية العراقية كانت في صلب مباحثات الزعيمين اللذين أكدا ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل جميع أطياف الشعب العراقي وان يؤدي تشكيلها إلى وضع العراق على الطريق نحو الخروج من دوامة العنف والقتل التي تشكل تهديدا خطيرا لوحدة العراق واستقرار المنطقة برمتها.

وردا على سؤال حول الوضع العراقي خصوصا بعد تكليف جواد المالكي بتشكيل حكومة عراقية جديدة، رحب وزير الخارجية المصري بهذه الخطوة وما تمثله من قدر من الانفراج على الساحة العراقية.

وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، أوضح أبو الغيط أن هذا الموضوع يحظى باهتمام الجميع، مشيرا إلى أن هدفنا هو تأمين منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل ونزع أي سلاح نووي في الإقليم، ونحن نتابع بأكبر قدر من التدقيق والاهتمام تطورات هذا الملف سواء في مجلس الأمن أو عن طريق وكالة الطاقة الذرية.

وحول العلاقات الثنائية بين البلدين، قال وزير الخارجية أن هذه القمة مهمة للغاية وتشكل خطوة إضافية للبناء على الرصيد الكبير من العلاقة الممتازة بين القائدين والبلدين وعلى نظرة مشتركة ومواقف موحده تجاه قضايا المنطقة الرئيسة.

وأضاف أنه تم بحث العلاقات الثنائية وكان هناك توجيه من القائدين على تسريع وتيرة تطوير هذه العلاقات وتنميتها في جميع المجالات مشيرا إلى مشاريع تعاون أردني مصري محط فخر الجانبين وتشكل قصص نجاح كمشروع الربط الكهربائي الأردني المصري الذي يمتد إلى دول أخرى. وبين أن اللجنة الأردنية المصرية العليا المشتركة ستجتمع قريبا وستبحث مختلف أوجه التعاون بين البلد.

وفيما يتعلق بالتعاون الأمني بين عمان والقاهرة قال وزير الخارجية المصري أن التعاون الأمني الأردني المصري مستمر وانه تم التأكيد في القمة على أهمية هذا البعد في العلاقة بين البلدين وبالذات في وسائل مكافحة الإرهاب.