جلالة الملك عبدالله الثاني يجيب على اسئلة مشاركين بمؤتمر ميونخ

عمان
08 شباط/فبراير 2004

قال جلالة الملك عبدالله الثاني ان اعلان العرب في قمة بيروت عن مبادرة السلام العربية كان تحولا كبيرا في الموقف العربي والفلسطيني.



واضاف جلالته ردا على اسئلة بعض المشاركين في مؤتمر ميونخ للسياسة الامنية الذي القى فيه جلالته خطابا رئيسا اليوم في مدينة ميونخ جنوب المانيا ان الجامعة العربية بذلت جهدا طيبا خلال السنتين الماضيتين في هذه الاتجاه.



وتساءل جلالته لماذا يطلب منا نحن العرب دائما ان نستمر في الاقدام على المزيد من الخطوات في حين لم نلمس استجابة من قبل الجانب الاسرائيلي..



وحذر جلالته من انه في كل يوم تاخير عن ايجاد حل للنزاع العربي الاسرائيلي يفقد المزيد من الفلسطينيين والاسرائيليين ارواحهم. وقال "ان ما نحاول عمله هو ابقاء المسالة الفلسطينية الاسرائيلية حية بطريقة تكفل تحريكها في حال حدوث تغير جوهري في منطقة الشرق الاوسط." مشيرا جلالته الى ان القضايا الاقليمية والمناخ الدولي الراهن لا يشيران للاسف الى وجود تحرك جاد على صعيد العملية السلمية خلال الاشهر المقبلة.



واعرب جلالته عن قلقه من اتساع دائرة العنف التي اثرت على الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي بشكل كبير مما جعل قيادتيهما احيانا تفقدان القدرة على رؤية الصورة الاشمل. وقال جلالته ان الجميع يعلم ما هو مطلوب ولكن المشكلة تكمن في كيفية دفع الطرفين للجلوس الى طاولة المفاوضات. ومضى جلالته قائلا "لقد لمسنا خلال الاعوام الماضية ما آل اليه الوضع عندما ترك الطرفان لوحدهما ..لذا ارى ضرورة ممارسة المجتمع الدولي الضغط بشفافية ومسؤولية حول من يتوجب عليه القيام بالمزيد من الخطوات."



واوضح جلالته ان المجتمع الدولي قادر كنظام مراقبة في قول كلمته حول ما تتطلبه خارطة الطريق من الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني وتطبيق ذلك على ارض الواقع.



ودعا جلالة الملك عبدالله الثاني الى تقوية مؤسسة الحكم في السلطة الوطنية الفلسطينية لافتا الى ان الحكومة الفلسطينية السابقة برئاسة ابو مازن لم تحظ بالدعم. وتساءل جلالته "اذا لم نقدم الدعم لحكومة ابو علاء فمن هو البديل؟" فقد تضاءل عدد المرشحين لهذا المنصب. وقال جلالته "انه اذا اردنا منح الفلسطينيين القوة ليتمكنوا من النهوض بمجتمعهم فعلينا تمكينهم عبر تسهيل حياتهم وبث الامل لديهم؟" واضاف جلالته "ان ما نحاول عمله هو ان لا يتكرر مع هذه الحكومة ما حصل في الماضي مع حكومة ابو مازن." مبينا انه عندما يطلب من الفلسطينيين تنفيذ عشر قضايا مختلفة معا وهذا ما حدث بالفعل كانوا ينفذون ما يطلب منهم وفي المقابل لم يتلقوا شيئا بل كان يطلب منهم تنفيذ المزيد من الامور لدرجة لم يستطع فيها ابو مازن الاستمرار.



وحذر جلالته من انه اذا تم افشال رئيس الوزراء ابو علاء فانه من غير الممكن معرفة ما ستؤول اليه الامور لذا فمن مسؤوليتنا جميعا ان نعمل على انجاح هذه الحكومة لتتمكن من بناء المؤسسات الفلسطينية.



واكد جلالته انه لا بد من وضع اطار زمني لاي حل يتناول القضية الفلسطينية. مشيرا الى انه ما لم يكن هناك جدول زمني فاننا سنجد انفسنا ننتظر لعشر سنوات اخرى من العنف والدمار في الشرق الاوسط.



وفيما يتعلق بالملف العراقي قال جلالته ان عودة العراق الى المجتمع الدولي ستكون خطوة ايجابية كبيرة تسهم في الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط مجددا جلالته التاكيد على ان القضية الفلسطينية هي القضية الجوهرية وان معظم اهتمامات العرب تنصب حول ايجاد حل لهذه القضية التي كانت سببا في عدم الاستقرار في الشرق الاوسط.