جلالة الملك عبدالله الثاني يتفقد احوال المواطنين ويفتتح مشاريع تنموية في منطقة المعراض

عمان
28 كانون الثاني/يناير 2004

ضمن اطار اهتمامه بخلق بؤر تنموية ناجحة تعمل على توفير فرص عمل للمواطنين وتحسين ظروفهم المعيشية من مختلف النواحي قام جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم بوضع حجر الاساس لمشروع التصنيع الغذائي في منطقة المعراض بمحافظة جرش.



وتشتهر منطقة المعراض (الكتة وريمون وساكب ونحلة والحدادة) في المحافظة بانتاجها الزراعي المتميز والكثيف من الخضراوات

ومن الفاكهة وخاصة الدراق والمشمش المستكاوي (الفا طن سنويا) الا ان سكانها يعانون من ارتفاع ملموس في نسب الفقر والبطالة

بسبب تدني اسعار منتجاتهم الزراعية في موسم نضجها وسرعة تلفها اضافة الى كبر حجم الاسرة وافتقار المنطقة الى المشاريع
الانتاجية المدرة للدخل رغم غناها الزراعي.



وحسب مدير برنامج تعزيز الانتاجية الاقتصادية والاجتماعية في وزارة التخطيط عمر الرافعي فان هدف البرنامج هو خلق انشطة

انتاجية تنموية في الارياف لان غالبية استثمارات القطاع الخاص تتم في المناطق الحضرية مبينا ان البرنامج يسعى كذلك الى انشاء

مشاريع تعود ملكيتها الى المجتمع المحلي وهي في هذه الحالة جمعية المعراض التعاونية.



واوضح الرافعي ان وزارة التخطيط رصدت مبلغ ستة ملايين دينار لـ25 مشروعا تنمويا صغيرا في الارياف وانها بصدد رصد

ستة ملايين دينار اضافية لمشاريع مماثلة هذا العام بحيث تبلغ ميزانية هذه المشاريع للعام الحالي 12 مليون دينار.



واكد الرافعي ان الفكرة من هذه المشاريع هي جعل ابناء المنطقة يفكرون بالاستثمار الاكثر جدوى فيها بحيث يتناسب مع طبيعتها

وانتاجها موضحا ان فكرة تعزيز الانتاجية تقوم على تشجيع الناس على التفكير الايجابي الابداعي لامتلاك مشروع يفيدهم وقد ساهم

اهل المنطقة في كل مراحل المشروع من دراسة الجدوى وطرح العطاءات الى التدريب وفي مرحلة لاحقة الانتاج والتسويق.



وتبلغ كلفة المشروع الذي يقام بالتنسيق بين اهالي المنطقة ووزارة التخطيط وائتلاف دولي سبق ونفذ مشروعا مماثلا في لبنان

والصندوق الاردني الهاشمي للتنمية البشرية نصف مليون دينار ومن المتوقع الانتهاء من انجاز المشروع في وقت قريب.



وتقول ارقام وزارة التخطيط ان هذا المصنع الذي يتالف من ثلاثة اجزاء رئيسة سيخلق اكثر من 35 فرصة عمل موسمية ودائمة

كما سيمدد فترة تسويق المنتج من بضعة ايام الى بضعة اشهر ويؤدي بالتالي الى تحكم المزارعين باسعار منتجاتهم ويشجعهم على

استغلال اراضيهم غير المستغلة بعد.



واوضح الرافعي انه تم تاسيس جمعية تعاونية لاهل المنطقة لملكية وادارة المشروع وسيتم توزيع الايراد الصافي للمشروع بنسبة

40 بالمائة لاعضاء الجمعية و40 بالمائة لتنفيذ مشاريع تنموية مستقبلية يقرها ابناء المنطقة اما العشرون بالمئة المتبقية فستذهب

للبلدية التي ستشرف على المشروع بعد ان قامت بشراء قطعة الارض التي يقوم عليها المصنع.



مركز صحي شامل في المعراض ومن بين المشاريع الاخرى التي تفقدها جلالته مركز الرازي الصحي الذي يوفر الرعاية الصحية
الاولية لاهل المنطقة البالغ عددهم 44 الف نسمة اي حوالي نصف سكان محافظة جرش.



وقد امر جلالته بتوسيع المركز الصحي ليصبح مركزا صحيا شاملا يخفف الضغط على مستشفى جرش الحكومي المستشفى الوحيد

في المحافظة بسبب استحداث عيادات فيه لاطباء الاختصاص في مجالات النسائية والعظام والاطفال وربما الجلدية. كما سيتم اضافة

عيادة سنية الى المركز.



وقال مساعد مدير مديرية صحة جرش الدكتور عبدالرحمن العتوم ان هذا المركز سيكون اول مركز صحي شامل في جرش مشيرا

الى ان المديرية طالبت باستحداث خمسة مراكز صحية شاملة في المحافظة لان ذلك يخدم المرضى بسبب طول ساعات الدوام (حتى

العاشرة ليلا) ولتوفر عيادات الاختصاص التي تخفف الضغط على المستشفى الوحيد في المحافظة.



محطة المعرفة وافتتح جلالته محطة المعرفة (مراكز تكنولوجيا المعلومات سابقا) في منطقة المعراض التي تعتبر احدى محطات

المعرفة التي ستبلغ مائة محطة في مختلف انحاء المملكة مع نهاية الشهر المقبل.



وقد اعرب جلالته عن تشجيعه للدارسين في هذه المحطة مؤكدا انه سيعمل على توفير فرص عمل لهم تتناسب مع امكانياتهم عند

انتهاء الدورة.



وكان جلالة الملك عبدالله الثاني قد بادر بفتح هذه المحطات بتمويل من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية منذ عام 2001 بهدف

المساعدة في جسر الفجوة الرقمية بين الاردن والعالم من ناحية وبين مختلف مناطق المملكة من ناحية اخرى تعزيزا لمبدأ تكافؤ

الفرص بين الاردنيين.



وقالت منال زريقات مديرة مركز سمو الاميرة بسمة للتنمية الذي يضم محطة المعرفة بين جوانبه ان المركز عقد منذ افتتاحه عام

2001 وحتى الان 132 دورة كمبيوتر بمختلف مراحلها استفاد منها المتقاعدون العسكريون وابناء المجتمع المحلي وموظفو الدوائر

والمؤسسات الحكومية مشيرة الى ان خمسة من اصل خمسمائة متدرب في المحطة استطاعوا الحصول على عمل في المؤسسات
القائمة في المنطقة.



من ناحيته قال مدير مشروع محطات المعرفة المهندس ناصر خلف للصحافيين ان اكثر من 45 الف شخص من مختلف انحاء

المملكة تدربوا في محطات المعرفة خلال السنتين الماضيتين.



كما وفرت هذه المحطات فرصة للوصول الى خدمات الانترنت والكمبيوتر مقابل اجور زهيدة تذهب لتغطية مصاريف المحطة

نفسها.



وتقام هذه المحطات بحسب خلف في المناطق الاقل حظا في المملكة مبينا ان بعض هذه المحطات يراعي ذوي الاحتياجات الخاصة

مثل الصم في معان وذوي الاعاقات الحركية في عمان.



المساهمة في تمويل مسجد الروضة والتبرع للاسر الفقيرة ولم تقتصر زيارة جلالته على افتتاح مشاريع تساهم في توفير فرص عمل

لاهل المنطقة على المديين القصير والمتوسط بل تجاوزتها الى الاهتمام بالنواحي الروحية لاهل المنطقة. فقد تبرع جلالته لاتمام

تجهيز وتاثيث مسجد الروضة الذي يخدم اهالي المعراض واقامة المحراب فيه.



كما زار جلالته اسرتين فقيرتين قدم لهما تبرعا نقديا مثلما امر ببناء منزلين يؤوي افرادهما. فقد زار جلالته منزل الارملة صباح

محمود طعمة التي تعيش على مبلغ يوفره لها صندوق المعونة الوطنية بعد وفاة زوجها مخلفا وراءه خمسة اطفال ثلاثة منهم في

المدرسة واثنان لم يبلغا سن الدراسة بعد.



وتسكن صباح في بيت تستاجره بعشرين دينارا شهريا وتدفع التبرعات المدرسية التي كما تقول يرفضون اعفاءها منها بالكامل. وقد

امر جلالته بتامين مساعدة مادية لصباح وامر ببناء منزل يقيها وابناءها ذل السؤال.



كما زار جلالته منزل راشد العبد الحسين العجوز الذي يعيش وزوجته العجوز على حسنات اهل الخير معطيا اوامره السامية ببناء

منزل للزوجين وابنهما الشاب العاطل عن العمل الذي امر بتجنيده في الجيش. ولم يستطع راشد الا ان يظل يكرر مرة تلو الاخرى:

"الله ينصره.. الله ينصره على من عاداه.. فعل ما لم يفعله غيره.."