كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في قلعة لاكن خلال مأدبة العشاء الرسمية خلال زيارة الدولة إلى مملكة بلجيكا

كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في قلعة لاكن خلال مأدبة العشاء الرسمية خلال زيارة الدولة إلى مملكة بلجيكا

بلجيكابروكسل
18 أيار/مايو 2016
(مترجم عن الإنجليزية)
بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
صاحبا الجلالة،
أصحاب السعادة،
الضيوف الكرام،
 
لقد حظيت والملكة رانيا وجميع أعضاء الوفد باستقبال حافل هذا الأسبوع. واسمحوا لي أن أعرب عن خالص شكرنا للعائلة المالكة، ولحكومة وشعب بلجيكا.
 
صاحب الجلالة،
تكتسب زيارتنا اليوم لنصب الجندي المجهول أهمية خاصة، حيث أدرك عميقاً أن هذا المعلم لا يخلد ذكرى الجنود الشجعان من الماضي فحسب، ولكن جميع البلجيكيين أيضا، الذين ضحوا بأرواحهم لخدمة السلام منذ عام 1945 وحتى يومنا هذا.
 
إن هذا المعلم شاهد حي على الدور الحاسم الذي لعبته وتلعبه بلجيكا في بناء مستقبل الأمن والسلام العالميين.
 
نجتمع معا هذه الليلة، ليس كأصدقاء فقط، ولكن كحلفاء أيضا وقفوا منذ ما يقرب من ستة عقود جنبا إلى جنب دفاعا عن القيم التي ينشدها عالمنا، وهي قبول الآخر والسلام والعدالة.
 
وإننا إذ نحتفي بشراكتنا، يجب علينا أن نرسم مسار مستقبلنا، وأن نوجه رسالة لأولئك الذين يسعون لتقسيم عالمنا.
 
أصدقائي،
إن الفظائع البشعة التي ارتكبت في هذه المدينة من قبل الخوارج، تمثل اعتداء على جوهر مجتمع ينتهج السلام. والشعب الأردني يقف إلى جانب شعبكم الشجاع في الحرب ضد الإرهاب.
 
نحن وإياكم مجتمعين، نشكل جزءً من تحالف أكبر، فالتهديد الذي نواجهه معا عالمي الطابع. ومن أجل حماية السلام والأمن والرخاء، علينا مواجهة هذه التحديات عبر استراتيجية شاملة نسخر لها قوتنا.
 
دعونا نتذكر أن المعركة التي نخوضها لا تدور رحاها في ميادين القتال فقط، بل هي معركة أشمل نخوضها في الميدان العالمي دفاعاً عن قيم الإنسانية ورفاه البشرية.
 
وفي هذا الصدد، اسمحوا لي أن أؤكد أن الفظائع التي يرتكبها الخوارج هي جرائم ضد الإسلام، وقد ذهب ضحيتها الآلاف من المسلمين، الذي يشكلون الهدف الرئيس للخوارج. ويقود المسلمون اليوم، وفي جميع أنحاء العالم، المعركة ضد هذه الفئة الضالة.
 
صاحبا الجلالة،
أصدقائي،
في هذه الأيام الصعبة، تبرز أهمية بلجيكا، والتي قد لا نوفيها حقها مهما قلنا، فلبلدكم دور حيوي في التقريب بين الشعوب والأمم، كما كنتم رواد الدفاع عن حقوق الإنسان والاندماج والاحترام المتبادل. وأكرر مرة أخرى: إن شعبكم قد واجه الشدائد وحقق النصر للكرامة الإنسانية بشجاعة وعزيمة.
 
هذه هي الأركان التي سيتم من خلالها بناء عالم يعمه السلام والازدهار. وبإمكانكم الاعتماد على الأردن كشريك ملتزم وصديق دائم لكم.
 
 وشكرا.