خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في بيرن

خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في بيرن

سويسرابيرن
04 تشرين الأول/أكتوبر 2002

الرئيس فيليجر

أصحاب السعادة

سيداتي سادتي

بالإنابة عن جلالة الملكة رانيا والوفد المرافق أشكركم لهذا الترحيب الحار ولحسن الضيافة.

هذه الزيارة هامة لي...

فسويسرا للعديدين في أرجاء العالم، لا تتربع على رأس العالم فحسب ، لكنها بطرق عدة تحتل مركزه.

هنا .. عقدت أكثر المعاهدات والاتفاقيات الدولية التاريخية

وهنا..تعلّم العالم معنى الحيادية ، فهي لا تعني العزلة، لكنها تعني رفض العنف، كما ولا تعني اللامبالاه، لكنها تعني حب القانون.

اليوم ترتبط سويسرا في أذهان الشعوب حتى أقصى بقاع الأرض بالعدل والإنسانية

السيد الرئيس

قلتم بفخر في الأمم المتحدة أن سويسرا "بلد صغير لكنه واثق من ذاته". اسمحوا لي أن أقترح تعديل بسيط: ففي الشؤون العالمية..تبقى سويسرا كبيرة .. بحق.

واليوم، يكون من دواعي اعتزازي أن أمثل بلداً صغيراً آخر وواثق من ذاته أيضاً. بلد يشارككم رؤاكم في عالم يعمه السلام وترفل فيه الشعوب بالازدهار.

ناقشنا في وقت مبكر اليوم كيفية تعزيز التعاون بيننا بطرق متنوعة.. سياسية واقتصادية وثقافية.. وإنني ممتن لدعمكم المتحمس وأتطلع إلى استمرار العمل معكم لتحقيق أهدافنا.

كذلك عقدنا بالأمس اجتماعات مثمرة للغاية مع رجال أعمال سويسريين بارزين. يسعدني أن أرى توفر مجالات رئيسة للتعاون والتي أرى فائدتها تعم البلدين.

لعله من البديهي أن نخصص جزء كبير من اجتماعاتنا لبحث الوضع في الشرق الأوسط. واتفقنا على أن هذا الفصل المأساوي من العنف والحرب والحصار يجب أن ينتهي فوراً..

العدالة والسلام والأمن للجميع.. هي بمجملها ما يجب أن يحكم قوانين العملية.

السيد الرئيس

في كلمة حديثة لكم اقتبستم عن المؤرخ السويسري جيكوب بيركهرت قوله "التاريخ هو التغيير" وقد كتب أيضاً أن "العالم لم يكن بالحجم الذي ظنه الرجال" . في قرننا المتسارع والكوني هذا ، يؤثر ما يحدث لغيرنا علينا، ويكون تأثيره هائلاً .

اليوم، في الشرق الأوسط، لا يمكننا تحمل المزيد من التصعيد، ليس من أجل منطقتنا فحسب ولكن من أجل العالم كله. وواجب المجتمع الدولي مساعدتنا على استعادة عملية حددت جيداً ، عملية تلبي احتياجنا للعدالة وتلبي حنيننا للسلام والاستقرار.

آن الأوان لاستعادة عملية سلام تجلب حلولاً حقيقية. ونحن ننشد مساعدتكم. ونعدكم..بإمكانية اعتمادكم على الأردن ، ليكون الشريك الصامد على طريق السلام

الرئيس فيليجر

أتطلع وجلالة الملكة رانيا للترحيب بكم وبالسيدة فيليجر في الأردن. ستجدون الأردن أرض الحضارات العظيمة والتنوع والطاقة وسنبذل جهدنا لنبادلكم الترحيب الكريم الذي أسبغتموه علينا.

أشكركم.. جزيل الشكر.