جلالة الملك يتبرع بمليون دينار لإنشاء صندوق لدعم مشاريع تنموية

عمان
06 كانون الأول/ديسمبر 2001

أمر جلالة الملك عبدالله الثاني بإنشاء صندوق خاص يكون بمثابة مظلة مؤسسية يساهم بدعم الجهود التنموية والاجتماعية والتعليمية ومشاريع محددة ويكون المبادر في تحفيز تنمية شاملة تعتمد على مشاريع تسخر طاقات المواطنين للإنتاج والإبداع وتقوم بمساعدة الفئات العاملة في إنجاح المشاريع.

وقال جلالته في رسالة وجهها إلى رئيس الوزراء علي أبو الراغب اليوم أنه إسهاماً منا في إنجاح هذه المبادرة فإننا نقدم مليون دينار لتكون نواة لموارد الصندوق.

وفيما يلي نص الرسالة:

دولة الأخ علي أبو الراغب حفظه الله رئيس الوزراء الأفخم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

أبعث إليك والى زملائك الوزراء بأطيب التمنيات وخالص المودة والتقدير في هذا الشهر الفضيل الذي اكرم الله به عباده المؤمنين بان جعله فرصة لجهاد النفس والصبر والمثابرة كما جعله مناسبة عظيمة للتراحم والتواصل ومديد العون للمعوزين.

وإنني إذ أعرب لكم عن اعتزازي بما تقوم به الحكومة من جهود مخلصة لتقديم افضل الخدمات للمواطنين ومنحهم الفرص لينعموا بحياة كريمة ومستقبل مشرق بأذن الله لأود أن أوجه الحكومة إلى عدد من القضايا التي لمستها من خلال زياراتي للعديد من المناطق في وطننا العزيز ومتابعتي لأحوال المواطنين فيها وحاجتهم للدعم من خلال إنشاء مشاريع تنموية وإنتاجية تساهم في إعطائهم القدرة على تحسين ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية.

فقد لمست حماس المزارعين في عجلون والأغوار والصيادين في العقبة للعطاء والإنتاج إذا ما توفرت لهم وسائل الدعم والمشورة الفنية اللازمة وأسعدني شغف المتقاعدين العسكريين للتدرب على مهارات الحاسوب الحديثة وإقبال أبناء وبنات البادية والريف على الفرص التي تمنحهم تطوير قدراتهم المعرفية من خلال التعلم عن بعد وعليه فقد آن الأوان لان نأخذ بأيدي هؤلاء الإخوة والأخوات جميعا لتحقيق آمالهم ورفع مستوى إنتاجيتهم وإسهامهم في نماء الوطن وازدهاره بما يتواءم مع رؤيتنا الشمولية للتنمية المستدامة ويتفق مع جهود الحكومة ومع برنامج التحول الاقتصادي والاجتماعي الذي ألقته الحكومة في الخامس عشر من الشهر الماضي بناءا على توجيهاتنا والذي كان أحد محاوره الرئيسة تنمية المحافظات من خلال منهجية تعتمد على عطاء أبنائها وبناتها وتوفير سبل العيش الكريم لهم وذلك من خلال مشاريع تنموية مستدامة تقوم على الجدوى والإنتاجية.

وانطلاقاً من كل ذلك فإننا نود إنشاء صندوق خاص يكون بمثابة مظلة مؤسسية يساهم بدعم الجهود التنموية والاجتماعية والتعليمية ومشاريع محددة كتلك التي تحدثنا عن نماذج منها بحيث يكون هذا الصندوق المبادر في تحفيز تنمية شاملة تعتمد على مشاريع تسخر طاقات المواطنين للإنتاج والإبداع وتقوم بمساعدة الفئات العاملة في إنجاح المشاريع على أن تهيئ لهذا الصندوق إمكانات وسبل النجاح من خلال استقطاب الكفاءات القادرة على إدارته وتشغيله بكفاءة ومرونة وبما يحقق الغايات والأهداف النبيلة التي أنشئ من أجلها.

وإسهاماً منا في إنجاح هذه المبادرة التي نتطلع أن تلقي الدعم والاهتمام والرعاية من قبل الحكومة ومؤسسات القطاع الأهلي فإننا نقدم مليون دينار لتكون نواة لموارد الصندوق والذي ستعمل الحكومة على دعمه من مصادرها التمويلية وعبر اتصالاتها مع المؤسسات المانحة محليا ودوليا بالإضافة إلى ما سيتوفر نتيجة جهد القائمين على الصندوق باتصالاتهم مع المؤسسات الأهلية العربية والدولية لتحقيق غاياته النبيلة.

سائلين المولى عز وجل ان يوفقنا جميعا لتحقيق تطلعاتنا والأسرة الأردنية في التقدم والرخاء إنه نعم المولى ونعم النصير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبد الله بن الحسين