رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى مدير الأمن العام الفريق الركن حسين هزاع المجالي يشيد فيها بدور منتسبي جهاز الأمن العام في حراسة المسيرات السلمية

From King Abdallah II of Jordan
02 آذار/مارس 2011

بسم الله الرحمن الرحيم

عطوفة الأخ الفريق الركن حسين هزاع المجالي حفظه الله، مدير الأمن العام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، أبعث إليك، وإلى كل نشامى ونشميات جهاز الأمن العام، الساهرين على أمن وطننا الحبيب، بتحية الاعتزاز والتقدير والاحترام.

لقد شهد وطننا الغالي، خلال الأسابيع الماضية، مسيرات سلمية عبر المشاركون فيها عن آرائهم بكل صراحة وحرية وديمقراطية. وكان منتسبو الأمن العام العين الساهرة التي حرست بهمتها ومهنيتها المعهودة، هذه الأصوات والمطالب التي أوصلها أصحابها بوضوح، وبطرق سلمية حضارية، هي من شيم الأردنيين الأصيلة. فبارك الله فيكم وبجهودكم الإنسانية الخيرة والنبيلة.

وإنني إذ أؤكد على حق المواطنين والتيارات السياسية المختلفة، في التعبير عن آرائهم من خلال المظاهر السلمية، فإنني أدعو أسرتنا الأردنية الكبيرة، إلى وقفة إجلال وتقدير واحترام لدور منتسبي جهاز الأمن العام في حراسة هذه المسيرات، وإيصال أصوات المشاركين فيها إلينا جميعا.

لقد كان نشامى ونشميات جهاز الأمن العام في الأسابيع الماضية، يستيقظون مع كل صباح، ليرتدوا زيهم العسكري، ويودعوا عائلاتهم في يوم عطلتهم، يدفعهم إيمانهم بالقسم الذي أدوه لوطنهم ومليكهم وشعبهم وواجبهم، لإخوانهم وأخواتهم من أبناء الأردن، ليقفوا جنبا إلى جنب معهم. فكانوا أصواتاً تتعالى، وسواعد تتكاتف، لتحمي مسيراتهم وتحرس آراءها ومطالبها، فالكل يعمل لخدمة هذه الوطن العزيز ومصلحة مواطنيه.

والحمد لله رب العالمين، فقد حال وعي رجال الأمن دون الانسياق وراء بعض الاستفزازات والمضايقات، ومحاولات إثارة الشغب للتصعيد بين رجال الأمن والمواطنين، لا قدر الله، وكان رجال الأمن درعا منيعا للوطن والمواطن، أولويتهم إخوانهم المواطنين، وأمن أسرتهم الأردنية الواحدة، وإن كان ذلك على حساب أوقاتهم وراحتهم مع عائلاتهم وأحبائهم.

إن بلدنا الحر المسالم الآمن، يحترم الآراء على اختلافها. وقد أثبتت مديرية الأمن العام، أن رجالها يقفون على مسافة واحدة من كل مواطن أردني، في إطار احترام وتطبيق القانون.

إليكم مني جميعا إخواني وأخواتي في جهاز الأمن العام، والمؤسسات الأمنية كافة، ومن أفراد أسرتكم الأردنية الواحدة، الشكر، والتقدير وتحية إعزاز وإكبار.

والله ولي التوفيق.

عبدالله الثاني ابن الحسين