مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي.) - نيوز نايت

أجرى المقابلة: 
جافن اسلر
For: 
هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي.)
نيوز نايت
02 تموز/يوليو 2004
(مترجم عن الإنجليزية)

بي. بي. سي.: جلالة الملك ما مدى قلقكم رغم انتقال السيادة في العراق حول الوضع الأمني في هذا البلد المجاور لكم؟

جلالة الملك: ان الوضع الأمني سيستمر في كونه مشكلة كبيرة بالنسبة للحكومة العراقية الجديدة وأشعر بالتفاؤل حيال وجود قادة شجعان وأقوياء في العراق ولقد أتيحت لي فرصة الالتقاء بالرئيس العراقي ولقد سمعت من رئيس الوزراء والعديد من الوزراء أنهم أشخاص طيبون وأقوياء وشجعان لكن التحديات التي تواجهم في الملف الامني ستكون مشكلتهم الرئيسية وسيكونون بحاجة لمساعدة الجميع.

بي. بي. سي.: في هذا الصدد اذا ما جاء اليك هؤلاء الأشخاص الجيدون والاقوياء والشجعان وقالوا لك ان اخوانك العرب بحاجة للمساعدة هل يمكن الأردن أن يتكيف مع وضع تكونون فيه مستعدين لإرسال قوات عسكرية لمساعدة العراقيين؟

جلالة الملك: الآن وبوجود حكومة عراقية مؤقتة نأمل بان تحدث عملية مستقلة بالكامل في العراق في اقرب وقت، افترض انه اذا ما طلب الجانب العراقي المساعدة منا بشكل مباشر سيكون من الصعب جدا علينا ان نقول لهم لا، وان رسالتي الى الرئيس العراقي ورئيس الوزراء هي قولوا لنا ماذا تريدون وكيف يمكن لنا تقديم المساعدة، وسنمنحكم دعمنا الكامل فاذا لم نقف الى جانبهم واذا اخفقوا فاننا سندفع جميعا الثمن.

بي. بي. سي.: انها نقطة مهمة للغاية فهذه هي المرة الأولى التي استمع فيها إلى قائد عربي يتناول هذه النقطة من هذا المنطلق، لديكم الرغبة بعدم الاساءة لمشاعر اي طرف لكن قد يكون ممكنا ان يتم ارسال قوات من دول عربية الى العراق؟

جلالة الملك: قد افترض هذا لكن أود ان أقول مجددا ان هذا قرار عراقي وهذه القضية لم تبحث مع الجانب العراقي، وأقول مجدداً إننا لسنا الأنسب لهذه المهمة، لكن في نهاية المطاف إذا ما كان هناك خدمة يمكن أن نقدمها من اجل مستقبل العراقيين فإننا قطعا سنقوم بدراسة هذا المقترح.

بي. بي. سي.: لقد ظهر صدام حسين امام المحكمة ماذا سيكون مصيره باعتقادكم، لأنه قد يواجه عقوبة الإعدام في العراق هل تعتقدون أنها عقوبة عادله له.

جلالة الملك: إن ذلك يعد احد أول الاختبارات التي يواجها العراق الجديد، ومن الواضح انه سيكون هناك اهتمام كبير حول الكيفية التي سيتم فيها تحقيق العدالة العراقية، وآمل في وقت يبدو فيه أن هذا المحاكمة هي أول قضية رئيسية سيتعامل معها العراقيون وهي العراق القديم آمل أن يتم ذلك من خلال القانون والعدالة والنزاهة.

بي. بي. سي.: لقد خاب أملكم لأنه بالرغم من كل ما قاله رئيس الوزراء البريطاني بلير وآخرون عن استخدام قضية العراق منطلقا لتحقيق استقرار اكبر والسلام في الشرق الأوسط وحل القضية الفلسطينية الإسرائيلية بشكل نهائي إن هذا لم يحدث ولا يبدو انه سيحدث قريباً.

جلالة الملك: ربما يكون السبب عدم التفهم الدولي بان المحفز الرئيسي لجميع المشكلات في الشرق الأوسط هو القضية الفلسطينية الإسرائيلية، إنني أرى أن المسألة العراقية ــ وربما يكون من الصعب على شعوب بريطانيا والولايات المتحدة ان يفهموا الموقف بهذا الشكل ــ مسألة ثانوية، المشكلة الرئيسية التي تغذي جميع أشكال عدم الاستقرار في الشرق الأوسط هي المشكلة الفلسطينية الإسرائيلية، وحتى يتم حل هذه القضية فانه لن يتحقق الاستقرار الذي تبشره الشرق الأوسط.

بي. بي. سي.: لقد تحدثت مع العديد من الأردنيين عندما كنت في بلادكم العام الماضي، ولم التق شخصا واحدا يؤمن بأن الرئيس بوش يمثل وسيطاً نزيهاً في الشرق الأوسط، ولم يكن لديهم أي إيمان بالجانب الأميركي على الإطلاق. ما مدى صعوبة ذلك على موقفكم بصفتكم صديقا للولايات المتحدة في منطقة من الخطورة أن يكون فيها المرء كذلك؟

جلالة الملك: انه يجعل الأمر صعباً، ومجدداً فان الصور التي تراها على شاشات التلفزة حيث نرى الدبابات الاسرائيلية وبعضها صناعة اميركية في مواجهة الفلسطينيين، ودبابات اميركية في مواجهة العراقيين، هذه الانطباعات التي تتركها الصحف او شاشات التلفزة تجعل الامر اكثر صعوبة على اصدقائنا في الغرب ان يقولوا باننا موجودون هناك من اجل صالح الشرق الاوسط، لان الناس لا يرون تحركا على صعيد القضية الفلسطينية الاسرائيلية وينظرون الى العراق وهم متشككون جداً ويشعرون أن ما يحدث هو مجرد امتداد آخر للاحتلال.

بي. بي. سي.: نعلم أننا نسير الآن في خطة شارون سواء كنتم تتفقون معها أو لا، هل هناك أي شيء يمكن للاميركيين فعله الآن بشكل مختلف من شأنه تخفيف حدة الموقف بالنسبة لكم وللعرب؟

جلالة الملك: اعتقد أن الجميع يدرك حقيقة ما يجب القيام به، فهناك رئيس أميركي يعد الأول الذي تحدث عن قيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة ووضع جدولا زمنيا لذلك بحلول عام 2005 وربما لا يكون موعداً واقعياً، لكن على الأقل لكي يبقي الأطراف مهتمة ووضع آلية للوصول إلى هذه النتيجة وهي خريطة الطريق، لذلك فالأمر لا يتعلق بصناعة صاروخ فالجميع يعلم حقيقة ما يجب القيام به، ما نحتاجه هو ضمان وجود ضغوط على الجانب الاسرائيلي الفلسطيني والعربي لتحريك عملية السلام إلى الأمام من خلال خريطة الطريق للوصول الى حل الدولتين، لذا اذا ما سألت عما يمكن للاميركيين فعله أو ما يمكن لنا جميعا فعله فسيكون الجواب :حركوا عملية السلام الى الامام بالكيفية التي يعرفها الجميع وهي خريطة الطريق.