مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني مع صحيفة الرأي العام الكويتية

أجرى المقابلة: 
حسين الحربي
For: 
صحيفة الرأي العام الكويتية
16 أيلول/سبتمبر 2008

أكد ملك الأردن عبدالله الثاني متانة العلاقات المتميزة بين الكويت وعمان ووصفها في حديث لـ «الراي» عشية زيارته الى الكويت بأنها في أحسن حالاتها وأن التنسيق مستمر بينه وبين المسؤولين الكويتيين حول مختلف الموضوعات التي تصب في مصلحة البلدين والشعبين وقضايا الأمتين العربية والإسلامية.

ورأى الملك عبدالله الثاني أن السبيل الأمثل لتجاوز أزمة الملف النووي الإيراني يجب أن يكون من خلال القنوات الدبلوماسية السلمية والحوار وأن الاردن يأمل بعدم معالجة هذا الملف من خلال تدخل عسكري ضد ايران لأن هذه العملية ستثير ردود فعل ستلقي بظلالها القاتمة على دول المنطقة كلها التي ليست في حاجة الى المزيد من الصراعات.

وقال الملك عبدالله ان الواقع الحالي في العراق يقود الى التفاؤل وأن أمام العرب فرصة لبدء صفحة جديدة مع العراق "انطلاقا من ايماننا بان علاقاتنا مع العراق يجب أن تسير بشكل ايجابي وتخدم مصالح البلدين".

وأكد الملك عبدالله مواصلة الجهود والاتصالات مع جميع الأطراف للتأكيد على ضرورة احراز تقدم في عملية السلام وصولا الى اقامة الدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية.

وفي ما يلي نص الحديث:

الرأي العام: كيف تقيمون العلاقات بين المملكة والكويت خصوصا وانتم تزورن بلدكم وتحلون بين شعبكم؟

جلالة الملك: ان علاقاتنا مع الكويت الشقيقة، متميزة ومتينة وفي احسن حالاتها، والتنسيق والتشاور مستمران بيني وبين اخي صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، والاخوة المسؤولين الكويتيين حول مختلف الموضوعات التي تصب في مصلحة بلدينا وشعبينا وقضايا امتنا العربية والاسلامية.

وجهودنا متواصلة لتوثيق ورفع مستوى علاقات التعاون الثنائي في جميع المجالات لاسيما الاقتصادية والتبادل الاستثماري.

الرأي العام: ما المطلوب من الأردن ودول الخليج العربي لتلافي أي تصعيد في المنطقة على خلفية الملف النووي الايراني؟ وهل تتوقعون تطورات خطيرة في هذا الملف؟

جلالة الملك: موقفنا متطابق ومنسجم تماما مع مواقف اشقائنا في دول الخليج العربي تجاه الملف النووي الإيراني، وقد أكدنا مرارا ان السبيل الأمثل لتجاوز هذه الأزمة يجب ان يكون من خلال القنوات الدبلوماسية السلمية والحوار، والاردن يأمل بعدم معالجة هذا الملف من خلال تدخل عسكري ضد ايران، فمثل هذه العملية ستثير ردود فعل ستلقي بظلالها القاتمة على كل دول المنطقة التي ليست بحاجة إلى المزيد من الصراعات التي باتت تهدد مستقبل شعوبها.

الرأي العام: هل تتوقعون ان تسير الامور بين الفلسطينيين إلى المصالحة وان يتقدم المسار التفاوضي الاسرائيلي - الفلسطيني ام ان الجمود سيكون سمة المرحلة في انتظار الانتخابات الاميركية؟

جلالة الملك: بذلنا على مدى السنوات الماضية جهودا كبيرة من اجل التركيز على القضية الفلسطينية باعتبارها قضيتنا الاولى واساس الصراع في المنطقة، وسنواصل جهودنا واتصالاتنا مع جميع الاطراف للتأكيد على ضرورة احراز تقدم في عملية السلام وصولا إلى اقامة الدولة الفلسطينية على الارض الفلسطينية.

وقد تحدثت أخيرا مع عدد من قادة الدول الأوروبية من اجل دعم العملية التفاوضية لتحقيق نتائج حول جميع المشاكل وبالخاص قضايا الحل النهائي.

وعلى الرغم من ان وتيرة المفاوضات تسير ببطء خصوصا مع العقبات التي تضعها اسرائيل من خلال بناء المستوطنات او في محاولة تغيير الواقع في القدس وغيرها من قضايا النزاع كقضية اللاجئين، لكن علينا ألا نستسلم ويجب ان نواصل الضغط في اتجاه تحقيق السلام العادل والشامل الذي ينهي الاحتلال ويعيد الحقوق لأصحابها.

الرأي العام: هل ستهدأ الامور تدريجيا في العراق وينصرف العراقيون إلى بناء دولتهم؟ وهل تتوقع انحسارا للموجة الارهابية التي يقودها متطرفون عرب ومسلمون في اكثر من منطقة عربية؟

جلالة الملك: الواقع الحالي في العراق يقودنا إلى التفاؤل، واعتقد ان المجتمع العراقي يتحرك في الاتجاه الصحيح من خلال نبذ الطائفية والعنف والاهتمام في بناء العراق الموحد القادر على مواجهة التحديات.

لقد عملوا معا - اكرادا، وشيعة، وسنة - لتحسين اوضاع العراق خلال الاشهر الماضية. واعتقد ان امام العرب فرصة لان يبدأوا صفحة جديدة مع العراق انطلاقا من ايماننا بان علاقاتنا مع العراق يجب ان تسير بشكل ايجابي وتخدم مصالح البلدين. ومن هذا المنطلق كانت زيارتي للعراق الشهر الماضي واجريت خلالها مباحثات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ركزنا فيها على آليات تطوير العلاقات الثنائية وسبل دعم الاردن لجهود تعزيز امن واستقرار العراق وفرص التعاون الاقتصادية والتجارية بين البلدين.