مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني مع القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي

أجرى المقابلة: 
ايهود يعاري
For: 
القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي
07 آذار/مارس 2005

التلفزيون الاسرائيلي:جلالتكم... أشكركم على منحنا هذه المقابلة ... وأود البدء بسؤالكم متى ستأتون إلى إسرائيل؟

جلالة الملك:ليس لدينا وقت محدد حاليا لزيارة إسرائيل رغم انه جرى حديث بهذا الشأن ونحن نتطلع إلى ما يمكن أن تقدمه هذه الزيارة من مساعدة للمضي قدماً في عملية السلام من خلال زيارة كل من الضفة الغربية وإسرائيل كجزء لا يتجزأ من إعادة خريطة الطريق إلى مسارها الطبيعي. فكما تعلم فنحن جميعاً متفائلون بهذه الفرصة الجديدة وهذا يعني أن علينا أن نعمل جميعاً لمساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على المضي قدماً في العملية السلمية.

التلفزيون الاسرائيلي: كيف يمكن للأردن أن يساعد في رأيكم في إحياء العملية السلمية على المستويين الثنائي وفيما يتعلق بالفلسطينيين؟

جلالة الملك:كما يعلم الكثير منكم فقد عملنا مع الفلسطينيين والإسرائيليين عن كثب لسنوات طويلة ولم يتوقف دعمنا رغم بعض الإخفاق خلال السنوات الماضية. لقد عدنا للتو من شرم الشيخ حيث كنت شخصياً متفائلاً جداً إزاء المواقف الإيجابية التي أبداها كل من رئيس الوزراء شارون والرئيس عباس فقد التزما بمؤتمر لندن وإعادة خريطة الطريق إلى مسارها والقضايا الأمنية. وكذلك هناك محاولة لإعادة تفعيل المبادرة العربية ... فنحن نعمل عن كثب بعيداً عن الأضواء وسنستمر في هذا العمل.

التلفزيون الاسرائيلي:لقد بحثتم ذلك مع قادة عرب آخرين فبالأمس بحثتم ذلك مع ولي العهد السعودي الأمير عبد الله في السعودية. ما هي التوضيحات التي نتوقعها حول مبادرة السلام؟

جلالة الملك:معظمنا يعتقد أننا إذا ما أردنا تحقيق سلام حقيقي في الشرق الأوسط فإنه ليس سلاماً إسرائيلياً إزاء وادي الأردن أو مرتفعات الجولان أو سيناء. إن المكافأة الحقيقية لإسرائيل في السلام مع العالم العربي هو سلام يمتد من المغرب على المحيط الأطلسي إلى عمان على المحيط الهندي. هذا هو الجوهر الحقيقي لمستقبل إسرائيل ولكن يجب أن يكون هناك مستقبل للفلسطينيين في الوقت نفسه. هناك كفتان: ماذا يريد الإسرائيليون من العرب ولكن في نفس الوقت يجب أن يكون هناك مستقبل للفلسطينيين وهذا ما نحاول توضيحه.

التلفزيون الاسرائيلي: تحدث الرئيس أبو مازن عن قوات بدر المتمركزة هنا في الأردن - لقد رأيناهم أخيرا يتدربون في الزرقاء - ليتم نقلها للانضمام إلى قوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية. هل هذا ممكن. وهل سيحدث هذا؟

جلالة الملك:هذا محتمل جداً. لقد كنت قائداً للقوات الخاصة في أواسط التسعينيات عندما قمنا بتدريب قوات بدر للدخول تحت إشراف الأمم المتحدة ولكن وللأسف اتخذت السلطة الوطنية الفلسطينية في ذلك الوقت قراراً بإدخال آخرين غيرهم. ولكن تظل هذه القوات قادرة ومؤهلة جدا وذات سوية عاليةً يمكن الاستفادة منها داخل المناطق وهي تستطيع المساعدة في التدريب. ومرة أخرى وكما يعلم معظم الناس فهذه قوات فلسطينية كانت جزءاً من القوات المسلحة الأردنية وأعتقد أنها ستكون قادرة على مساعدة أبو مازن في حفظ الأمن هناك.

التلفزيون الاسرائيلي:صاحب الجلالة استضفتم الرئيس السوري بشار الأسد هنا منذ أسبوع. وهو يبدو في صدام مع مجلس الأمن. وسؤالي لكم: هل تعتقدون أنه من الخطأ عدم الانسحاب الكلي من لبنان؟

جلالة الملك:مرة أخرى أعتقد أننا ما زلنا في الأيام الأولى. وقد عبرت عن رأي واهتمامي للرئيس بشار عندما قام بزيارتنا قبل بضعة أسابيع. اعتقد أن هناك جدية في الوضع الذي تواجهه سوريا مع المجتمع الدولي. وأعتقد أنه يدرك خطورة الوضع، وآمل أن نحظى برد إيجابي منه. وكما ذكرت سابقا، فقد قمت بالأمس بزيارة إلى السعودية وعلمت من القيادة السعودية أنهم أيضاً يحاولون توضيح الصعوبات التي يواجهها ونأمل أن تتخذ سوريا القرارات الصحيحة.

التلفزيون الاسرائيلي:جلالة الملك ... إحدى القضايا بين الأردن وإسرائيل هي قضية الأسرى الأردنيين في إسرائيل. هل ترون أي فرصة لحل هذه القضية؟ أو التوصل إلى نوع من التفاهم بين الحكومتين حول من سيتم إطلاق سراحه ومن لا يطلق سراحه.

جلالة الملك:اعتقد انه سيتم التوصل إلى حل فهناك نية صادقة لدى الطرفين. من الواضح أن هناك مجموعتين من السجناء إحداها مجموعة كبيرة غير متورطة وأخرى متورطة ويجب التباحث والاتفاق حولهما بين الحكومتين. اشعر أن هناك نية حقيقية من قبل حكومتكم لتحقيق ذلك. ومن خلال المباحثات آمل أن نتمكن من التوصل إلى حل فيما يتعلق بهذه المشكلة تحديداً.

التلفزيون الاسرائيلي:فيما يتعلق برسالة عمان. يبدو أنكم ومن حولكم يشعرون بأن هناك حاجة لتقديم رؤية مختلفة حول الإسلام وقيمه عوضاً عن تلك الرؤية الموجودة لدى الكثيرين في الغرب بسبب الحركات الإسلامية المتطرفة.

جلالة الملك:اعتقد أننا نسعى إلى توضيح الصورة الحقيقية للإسلام والمشكلة التي واجهناها في العقود الماضية هي أن البعض سار على نهج مختلف وأساء كثيراً لسمعة الإسلام. إن الهدف من رسالة عمان هو أن يعرف الناس في العالم الإسلامي وفي الغرب بأن هذا هو الإسلام الحقيقي وهذا ما يعنيه وهذه هي معتقداتنا. إن كل الذين يزهقون أرواح الأبرياء والذين يعيشون على الدمار والكراهية لا علاقة لهم بالإسلام. وبطريقة ما فإن كلمة متطرف كلمة خاطئة حيث لا يمكن أن تكون مسلماً متطرفاً أو مسيحياً متطرفاً أو يهودياً متطرفاً لأنك إذا كنت يهودياً أو مسيحياً أو مسلماً فإنك تؤمن بتعاليم الله والتي لا تسمح لك بارتكاب الجرائم التي يقوم بها أولئك المتطرفون. لذا ما نحاول القيام به هو حث الغالبية المعتدلة من المسلمين على القول بأن هذا هو الصواب وهذا هو الخطأ.

التلفزيون الاسرائيلي:هل هناك رغبة لديهم للقيام بذلك؟

جلالة الملك:إن المؤتمرات الأولية التي عقدت على مستوى الحكومات على صعيد الدول الإسلامية سارت على نحو جيد للغاية وكان لها تأثير حسن على المجتمع المدني. لكن القضية الأهم الآن هي تحفيز القواعد الشعبية وهو أمر لا يمكن تحقيقه بين ليلة وضحاها. فنحن نعاني على الدوام في أي مجتمع تجاه أي قضية من الأغلبية الصامتة وكيفية حثها على التحرك والقول لقد طفح الكيل ونحن لا نوافق على ما يجري. إن هذا هو تحدي رسالة عمان وهو تحد لا يُمكن مواجهته خلال ستة أشهر أو عام وهي عمليه طويلة المدى. وهي جزء من آلية الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي نرغب في تحقيقه في الشرق الأوسط.